أنت هنا

16 جمادى الثانية 1427
الرياض - المسلم - خاص

أصدر فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك، اليوم الأربعاء، بياناً عاجلاً، طالب فيه للمسلمين بنصرة إخوانهم في فلسطين والعراق، لما يلاقيه المسلمون هناك من أهل السنة من محن وظلم وتقتيل.

وبيّن فضيلة الشيخ البراك في بيانه الذي خصّه موقع (المسلم)، أن "أقوى الروابط التي بين الناس رابطة الإيمان والإسلام"، وقال: "فلا أوثق منها ولا أدوم ولا أنفع فكل العلاقات البشرية من الوطنية والقبلية والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة فإنها مصلحة زائلة، وأما العلاقات المبنية على العقائد والأديان والمذاهب الباطلة كاليهودية والنصرانية والوثنيات والمذاهب البدعية الشركية كالرافضة وغلاة الصوفية كالقبورية فتلك علاقات تستحيل يوم القيامة إلى عداوات بين التابعين والمتبوعين كما قال _تعالى_: " إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتََّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار" (البقرة 166)".

وعن أعظم العلاقات، قال فضيلته: " أما الأخوة والمودة التي بين المؤمنين فإنها دائمة باقية ولهذا قال _تعالى_: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" (الزخرف 67)، وذلك لأنها مبنية على الحب في الله وهو فرع عن حب الله قال _تعالى_: " والذين آمنوا أشد حباً لله" (البقرة 165)، وقال _صلى الله عليه وسلم_: [ ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ] أخرجه البخاري.
وقد أمر الله رسوله بتحقيق هذه الأخوة بين المسلمين ورعايتها فقال _تعالى_: " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً" (آل عمران 103)، وقال _تعالى_: " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" (آل عمران 104)، وقال _تعالى_: " إنما المؤمنون إخوة" (الحجرات 10)، وقال _صلى الله عليه وسلم_: [ وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره ] أخرجه مسلم، وقال _صلى الله عليه وسلم_: [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالحمى والسهر ] أخرجه البخاري ومسلم، وقال _صلى الله عليه وسلم_: [ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه ] أخرجه البخاري ومسلم، فدلت هذه الآيات والأحاديث بأنه يجب على المسلمين تحقيقاً لأخوة الإيمان التراحم والتناصر والتعاون على البر والتقوى، فيدخل في ذلك نصرة المظلومين، والتنفيس عن المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ومواساة المضطرين".

ومن باب الأخوة والمودة في الدين، أكد فضيلة الشيخ البراك على مبدأ نصرة المسلمين في العراق وفلسطين، قائلاً: " من هذا المنطلق نتوجه إلى عموم المسلمين أن ينصروا إخوانهم في فلسطين، وإخوانهم أهل السنة في العراق، حيث يعيش الفلسطينيون محنة من اليهود _عليهم لعائن الله_، ويعيش أهل السنة في العراق محنة على يد قوات الاحتلال الصليبي والمتعاونين معهم من الرافضة".
مشيراً إلى عدم أهمية الركون أو الاعتماد على المجتمع الدولي الكافر في استرجاع حق المسلمين هناك، قائلاً: "ومع ذلك فالمجتمع الدولي الكافر من الصليبيين وغيرهم هم مع العدو الظالم، بل هم العدو، وكذلك الهيئات الدولية لا ينتظر منها خير للمسلمين، فعلى المسلمين عموماً وأهل المحنة خصوصاً أن يعلقوا رجاءهم بالله ولا يلتفتوا إلى هذه الهيئات في نصرة قضاياهم، بل التعلق بهذه الهيئات والإعراض عن الله والتفريط في حقه هي المصيبة العظمى التي أصارت المسلمين إلى هذه الحال، ولا سبيل لهم في رفع محنتهم إلا الرجوع إلى الله _سبحانه وتعالى_".

وأضاف فضيلته في بيانه: "فالنصرة تتحقق ببذل كل ما يستطاع مما يرفع المحنة، أو يخففها، وأول ذلك مواساتهم بالمال لسد حاجاتهم وتنفيس كرباتهم، وكفالة يتاماهم وأراملهم، وعلاج مرضاهم".
مشيراً إلى أن "من النصرة بذل النصح لهم، وحث المسلمين في الخطب والمحاضرات والمناسبات على الاهتمام بشأن إخوانهم في فلسطين والعراق".

واختتم فضيلة الشيخ البراك بيانه، قائلاً: " ومما لا يستهان به في النصرة الدعاء لهم بالنصر، وكشف الشدة عنهم؛ فإن الدعاء من أعظم أسباب النصر وكشف الشدائد قال _تعالى_: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" (النمل 62)، وقال _تعالى_ في أهل بدر: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم" (الأنفال 9)، فالله _تعالى_ هو المستعان وإليه المشتكى وبه المستغاث وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين".