أنت هنا

9 جمادى الثانية 1426
فلسطين ـ وكالات

أفاد شهود عيان أن ضربة جوية "إسرائيلية" جديدة في مدينة غزة اليوم الجمعة دمرت سيارة مملوكة لناشطي حركة حماس، وقتلت فلسطينياً واحداً على الأقل كان بداخلها، وقبل ذلك بدقائق قتلت صواريخ أطلقتها طائرات هليكوبتر "إسرائيلية" ثلاثة من أعضاء حماس في الضفة الغربية في إطار هجوم "إسرائيلي" عنيف ضد النشطين.

يأتي ذلك بعد استشاهد ستة من عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم في غارات شنتها مروحيات تابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية وغزة.
ففي الهجوم الأول استشهد فلسطينيان وأصيب آخر عندما أطلقت مروحية حربية صواريخ على منزل مهجور قرب مدينة نابلس شمال الضفة.
وفي غزة استشهد أربعة آخرين من كتائب القسام التابعة لحركة حماس عندما قصفت مروحية "إسرائيلية" سيارة ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
وفي أول تعقيب له على جريمتي الاغتيال الصهيونية في سلفيت وغزة، قال الدكتور محمد غزال (القيادي في حركة حماس): "إن ما حدث هو استمرار لما قامت به (إسرائيل) في طولكرم ونابلس قبل يومين وفي غزة مساء أمس وقبل قليل، ويثبت بدون أدنى شك طبيعة الجانب الصهيوني ومسلسله الدموي".
وأضاف غزال قائلاً: "للأسف بعض من يقود الشعب الفلسطيني من السلطة نسوا هذه الحقيقة، وظنوا أن (إسرائيل) حمامة سلام" وطالبهم بمراجعة مواقفهم والوقوف إلى شعبهم المضطهد.
وحول مصير التهدئة بعد تنفيذ قوات الاحتلال جريمتي الاغتيال التي استهدفت كوادر كتائب القسّام، قال غزال: "من سعى إلى التهدئة اهتم بالحفاظ على دم (الإسرائيليين)، وليس دم الشعب الفلسطيني"، وأضاف "التهدئة أخذت بقرار واضح وعلى رؤوس الأشهاد، وعندما يتم إبطالها سيكون أيضاً على رؤوس الأشهاد وليس في السر".

وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت عدة غارات، على قطاع غزة صباح اليوم وقد أفاد شهود عيان إن مروحيات عسكرية "إسرائيلية" أطلقت ثلاثة صواريخ على أهداف في قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
وانفجرت الصواريخ بالقرب من مخيم جباليا للاجئين شمالي مدينة غزة، وأصابت مبنى تستخدمه حركة حماس كمركز ثقافي، كما استهدفت ورشة للحدادة.
وفي جنوب غزة قال شهود آخرون: إن المروحيات أطلقت صواريخ على منطقة مقابر في خان يونس، والتي كثيرا ما يطلق منها مسلحون فلسطينيون صواريخ وقذائف هاون على المستوطنات اليهودية القريبة.
ويأتي هذا بعد ساعات من إطلاق مسلحين فلسطينيين يعتقد أنهما من حركة حماس صواريخ من شمال غزة على قرية "إسرائيلية" مما أسفر عن مقتل امرأة "إسرائيلية".
وكانت الشرطة الفلسطينية قد أطلقت النار على ناشطين من حركة حماس وأصابت خمسة منهم بجروح أثناء مغادرتهم المنطقة التي أطلق منها الصواريخ في غزة.
وسقط أحد الصواريخ على منزل المرأة "الإسرائيلية" في مزرعة ناتيف هسارا، وسقطت صواريخ أخرى على المزرعة وقاعدة للجيش "الإسرائيلي" ومستوطنة يهودية في غزة، وفقا لما قالته وسائل الإعلام "الإسرائيلية".
وتهدد أعمال العنف بوضع الهدنة غير الرسمية الهشة المستمرة منذ خمسة شهور تحت المزيد من الضغوط.
وتأتي أعمال العنف في الوقت الذي زار فيه (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس غزة لمحاولة إقناع المسلحين بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبهم أوضحت كتائب شهداء الأقصى وحركة حماس أنهما أطلقتا الصواريخ انتقاما لمقتل أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي على يد الجيش "الإسرائيلي" في نابلس.
وكانت وزارة الداخلية الفلسطينية أعلنت حالة الاستنفار القصوى في صفوف الأمن والشرطة بسبب الوضع في الأراضي الفلسطينية.
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن خمسة ناشطين فلسطينيين جرحوا خلال محاولة قوة من الأمن الفلسطيني منع مجموعة مسلحة من إطلاق قذائف هاون وصواريخ محلية الصنع على أهداف "إسرائيلية" شمال قطاع غزة.
من جهتها، هددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها لن تتهاون مع قوات الأمن الفلسطيني إذا أقدمت على منع المجاهدين بالقوة من إطلاق صواريخ على المستوطنات "الإسرائيلية" شمال قطاع غزة.

وفي السياق ذاته، أكد جيش الاحتلال إغلاق الطرق الرئيسة داخل غزة في أعقاب التطورات الأخيرة التي شهدها القطاع. وقال في بيان إن القطاع سيقسم إلى ثلاثة أجزاء، وهو ما يعني إغلاق الطرق الرئيسية أمام الفلسطينيين.

من جانبها، استنكرت حركة الجهاد الإسلاميّ في فلسطين الأحداث المؤسفة التي وقعت في قطاع غزة "بعدما أطلق رجال أمن السلطة نيران أسلحتهم تجاه مجموعة من مجاهدي شعبنا كانت تهم لإطلاق صواريخها تجاه أرضنا المغتصبة وما أدت إليه الاشتباكات من ضحايا".
كما استنكرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها الاعتداء على المجاهدين القسّاميين "الذي تزامن بعد يومين من الاعتداء على مجاهدي سرايا القدس في حي الزيتون بمدينة غزة، على يد قوات من أمن السلطة الفلسطينية".
وأعلنت حركة الجهاد الإسلاميّ تضامنها مع مجاهدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتشد على أياديهم، وتدعوهم لمزيد من الصبر على البلاء.
وتساءلت الحركة "أين كانت المدرعات الفلسطينية (التي تعود للسلطة) التي انتشرت في قطاع غزة بالأمس واليوم عندما كان قوات الاحتلال تقتل أبناء شعبنا وتدمر أرضه؟!!".
وطالبت حركة الجهاد الإسلاميّ السلطة الفلسطينية بملاحقة كل المسؤولين عن هذا العمل غير المسؤول، داعية "أبناء شعبنا لاستنكار هذه الأعمال والعمل على توحيد الصف الفلسطيني".