أنت هنا

20 صفر 1425
نيويورك - وكالات

أصبحت صور الأكياس السوداء التي تضم جثث جنود أميركيين ومشهد الجنود وقد تحلقوا حول جثث رفاقهم للبكاء عليها، تجد طريقها إلى شاشات التلفزة وصفحات الجرائد الأميركية التي لم تعد تتردد في إظهار الجانب الحقيقي للحرب المؤلمة في العراق.

ويقول خبراء الإعلام أن تزايد عدد القتلي ووقوع أحداث مروعة مثل التمثيل بجثتي أربعة أميركيين قتلوا في مدينة الفلوجة العراقية أدى إلى خرق القيود على نشر صور الضحايا الأميركيين.

واحتلت صفحات العديد من الصحف الأميركية الجمعة صورة أفراد من مشاة البحرية الأميركية تحلقوا للبكاء على أحد أعضاء وحدتهم فارق الحياة في نقطة إسعاف أولية في الفلوجة متأثرا بجروح أصيب بها.

ونشرت صحيفة "يو اس ايه توداي" صورة جريح من أفراد مشاة البحرية وهو يمسك بأيدي رفاقه بينما ينتظر تلقي العلاج.
وكانت السلطات الأميركية سعت منذ حرب فيتنام (1961-1975) للسيطرة على نشر وسائل الإعلام لصور النزاعات. ومنذ حرب الخليج 1991، منعت السلطات الأميركية المصورين من تغطية عودة نعوش الجنود إلى الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن جيم نوريكاس من منظمة "فير اند اكيوراسي أن "الوضع يميل إلى أن يكون طبيعيا اكثر بنشر صور القتلى لان الحرب تدور في الحقيقة حول القتل".

وأضاف نوريكاس أنه "طوال الحرب كانت وسائل الإعلام مترددة للغاية في نشر أي صور للجنود الأميركيين الجرحى أو القتلى، وكان هذا من المحرمات الكبيرة في النزاع".

وقال "كانت الفكرة هي أن نشر صور الجنود الجرحي ستقلل من الدعم للحرب خصوصا في ذروة الحرب العام الماضي، كان هناك شعور بان القيام باي شيء يمكن أن يقوض التأييد الشعبي للحرب هو عمل غير وطني ".!!

ويقول روبرت ثومبسون مدير مركز دراسة التلفزيون في جامعة سيرانكوس في نيويورك، أن الاحداث في العراق والتغييرات السياسية في واشنطن غيرت شكل التغطية الاخبارية.

وأضاف أن "الصحافيين الأميركيين والقنوات التلفزيونية ربما أصبحت اقل ترددا الآن في تغطية بعض الأخبار بتفصيل اكبر وأصبحت تعرض عددا اكبر من الصور مقارنة مع ما كانت تعرضه في السابق عندما ساد قدر كبير من روح الوحدة الوطنية".

وأوضح أن مقتل الأميركيين الأربعة والتمثيل بهم في الفلوجة "عمل على إزالة هذه المحرمات". فقد عرضت وسائل الإعلام الأميركية صور جثث اثنين من الأميركيين الأربعة واحترقتا وشوهتا وعلقتا من أحد الجسور.
وقال نوريكاس أن "التمثيل بالجثتين في الفلوجة لعب دورا كبيرا في إثبات أنه من الصعب تغطية الحدث بأكمله دون صور".

وعرضت شبكة "سي أن أن" عدة مرات الخميس صور جندي غطت الدماء الجزء الأسفل من جسمه أثناء نقله في شاحنة كما عرضت صور أعضاء من مشاة البحرية يفرون من دبابتهم.
ونشرت عدة صحف كبري هذا الأسبوع صور أحد أعضاء مشاة البحرية في مدينة الرمادي وهو يحمل على كتفه جثة زميله القتيل في كيس بلاستيكي اسود.
كما عرضت صورا للجنود وهم يذرفون الدموع عند علمهم بمقتل زملائهم وصورة إحدى الممرضات وهي تمسك بيد جريح من أفراد مشاة البحرية في عربة همفي بعد تعرضه لكمين.