أنت هنا

11 رمضان 1424
نيروبي - وكالات


صدر تقرير عن الأمم المتحدة يشير إلى أن الهجمات التي شنت العام الماضي، على فندق وطائرة ركاب إسرائيلية في كينيا، خطط لها مقاتلون من تنظيم القاعدة تم تسليحهم وتدريبهم في دولة الصومال.
وأشار التقرير إلى أن ذلك يدعم المخاوف الأمريكية من أن تكون الصومال أحد الدول الداعمة لأنشطة التنظيمات المسلحة المحظورة.

وقالت وكالة الأسوشيتدبرس (التي حصلت على نسخة من التقرير) أن التقرير يظهر تفاصيل تدريب خلية القاعدة في مقديشو في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2001، وتهريب صواريخ أرض - جو من الصومال إلى كينيا في أغسطس / آب عام 2002، ثم فرارهم مجددا إلى الصومال بعد الهجوم الذي نفذوه على في الثامن والعشرين من نوفمبر 2002.
ووفق ما جاء في التقرير الذي كتبه هيئة خبراء تابعة للأمم المتحدة تحقق في تهريب الأسلحة إلى الصومال، فإن أربعة على الأقل من الخلية لا يزالون في الصومال، دون أن يسمى أي فرد منهم.

يذكر أن مسؤولين أمريكيين اتهموا الصومال سابقاً إلى أنها تعتبر ملجأ لعناصر من التنظيمات المسلحة المعادية لأمريكا، كما صنفت واشنطن مجموعة شركات البركات وجماعة الاتحاد الإسلامي الصومالية ضمن مجموعة يُعتقد بصلتها بأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. حيث جمدت الولايات المتحدة ملايين الدولارات من أرصدة البركات.
كما أقامت واشنطن قاعدة عسكرية أمريكية ضمت قرابة 1800 جندي في جيبوتي المجاورة كجزء من ملاحقتها لعناصر التنظيم، فيما نفذت الطائرات الأمريكية والتحالف والبواخر الحربية دوريات استطلاعية في كينيا والصومال.

وعلى الرغم من أن الرئيس الكيني مواي كيباكي قال الشهر الماضي خلال زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، أنه على واشنطن زيادة جهودها في عملية إحلال السلام في الصومال، إلا أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يعلن عن أي التزامات بتوسيع دور إدارته في الصومال، التي شهدت مقتل 18 جنديا أمريكيا عام 1993، ما أدى إلى هروب الجيش الأمريكي منها.

هذا وكانت هيئة خبراء تابعة للأمم المتحدة بدأت التحقيقات في تهريب الأسلحة إلى الصومال منذ مايو / أيار الماضي. وتفرض الأمم المتحدة حظرا على دخول الأسلحة للصومال منذ عام 1992إلا أن عناصر كثيرة استطاعت إدخال أسلحة خفيفة إلى الصومال، بالإضافة إلى تهريب أسلحة خفيفة مضادة للدبابات، وصواريخ أرض جو ومتفجرات، بحسب مسودة التقرير.
وقالت شبكة الـ (CNN) أن التقرير أشار إلى أن " الهيئة تعتقد أن مزيدا من الأسلحة قد تكون تسربت إلى الصومال بهدف استخدامها في مزيد من الهجمات المسلحة."
ويعتقد مسؤولون أمريكيون وكينيون أن فضل عبد الله محمد من جزر القمر الواقعة في المحيط الهندي، هو العقل المدبر وراء هجمات نوفمبر.
وكان محمد قد أدين في عام 1998 من قبل محكمة أمريكية بضلوعه بالتفجيرات التي نفذتها القاعدة على سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام، والتي أدت إلى مصرع 231 شخصا.
وقال التقرير أن الخلية الموجودة بشرق إفريقيا، تحت رئاسة محمد، قامت بإعادة تنظيم صفوفها مباشرة بعد تفجير السفارتين الأمريكيتين بكينيا وتنزانيا.
وقال الخبراء أن أعضاء المجموعة خضعوا أولا لعملية توجيه فكري وتدريبات على استخدام الأسلحة الصغيرة.
وبعد شهر توزع عناصر الخلية وعاد عدد من أعضائها إلى كينيا.

كما جاء في التقرير أن الصاروخين المحمولين على الكتف من طراز SA-7B اللذان استخدما في الهجوم على طائرة العال الإسرائيلية أرسلا إلى الصومال من اليمن قبل تهريبهما عبر البحر إلى كينيا في أغسطس / آب عام 2002.
وأضاف التقرير أنه قبل هجمات الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي، انقسم المسلحون إلى مجموعات، واحدة لمهاجمة الفندق، والأخرى بقيادة محمد لمهاجمة الطائرة الإسرائيلية، وثالثة كانت في مقديشو، ورابعة توجهت إلى جزيرة لامو في كينيا استعدادا للانسحاب إلى الصومال، بحسب ما أورده التقرير.
وبعد يوم من الهجمات، عاد المسلحون وتجمعوا في لامو ليغادروا في مركب إلى الصومال بعد يومين، حيث بقي معظم أعضاء الخلية في مقديشو.