أنت هنا

9 رمضان 1424
نيويورك - صحف


نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الأول عن مسئولين في أجهزة الأمن الدولية في ست دول أوروبية قولهم، أن مئات المسلمين الأصوليين من أوروبا والشرق الأوسط يتوجهون إلى العراق لقتال قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة أن "مسئولي الاستخبارات يقولون أنه منذ الصيف الماضي رصدوا تدفقاً متزيداً من الأصوليين المسلمين إلى العراق". وقالت الصحيفة أنه لا يبدو أن ذلك التدفق منسق ولكنه عبارة عن حركة "شبان غاضبين" استجابوا لدعوات زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وغيره لشن حرب على القوات المحتلة في العراق.

وذكر مسؤول بريطاني بارز للصحيفة أن معظم المقاتلين الأجانب الذين تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن في العراق يتحدرون من دول شرق أوسطية مثل سوريا ولبنان واليمن وكذلك من شمال أفريقيا.
وأضافت الصحيفة أنه تم رصد مؤشرات على توجه أشخاص إلى العراق في فرنسا وألمانيا والسعودية. وطبقا للصحيفة فقد استندت التقديرات على دراسات أجريت في المساجد والمراكز الإسلامية وتحقيقات مع أشخاص يشتبه في أنهم مجاهدون القي القبض عليهم في العراق.
ويأتي التقرير مع ازدياد عدد الهجمات في العراق ووسط مؤشرات جديدة بأن أجانب يشاركون في تنفيذ تلك الهجمات.

ويشتبه مسؤولون عسكريون في أن عزة إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام العراقي السابق يقوم بتجنيد مقاتلين أجانب وانه أحد المنظمين الرئيسيين للهجمات الأخيرة على أهداف أجنبية وعراقية, حسب الصحيفة. وذكر المسؤولون أن حوالي 15 مجموعة مجاهدة تعمل حاليا في العراق.
وصرح مسؤول أميركي بارز أن "العراق اصبح كالمغناطيس للمجاهدين كما كانت أفغانستان في السابق ولكن السؤال الكبير هو ما إذا كانت قيادة ما بدأت في الظهور أو أن هناك تنسيقا للهجمات. وحتى الآن لم نر ذلك".

في غضون ذلك يضغط مسؤولون بالقوات الأميركية الموجودة في العراق حالياً لإعادة دمج وحدات كاملة من الجيش العراقي الذي حلته الإدارة الأميركية في أيار /مايو الماضي في الجيش الجديد المزمع تكوينه.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين أن التغيير سيسرع بإنشاء جيش جديد واستقرار العراق الذي شهد أخيراً تصاعداً في أعمال العنف والهجمات والانفجارات.
وقالت الصحيفة أن المقترحات قيد الدراسة تشمل الوصول إلى الضباط العراقيين السابقين واستبعاد الموالين لصدام حسين منهم على أن يكلف من يقع عليهم الاختيار البحث عن الجنود السابقين تحت أمرتهم لإعادة تجميعهم وتشكيل فرق وكتائب عسكرية كاملة على وجه السرعة.
ونسبت إلى ضابط كبير بمقر قوات الاحتلال في بغداد قوله "نشعر أننا قادرون على الاتصال بالضباط متوسطي الرتب كرتبة نقيب أو رائد الذين يعرفون أين يوجد باقي أعضاء وحداتهم الآن".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن "المباحثات لا تزال في مرحلة مبكرة" وانه لا توجد حالياً خطة محددة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات بخصوص الاستعانة بضباط الجيش العراقي السابق تشير ضمناً إلى أن قرار الحاكم المدني للاحتلال بول بريمر بتسريح الجيش العراقي البالغ قوامه نصف مليون جندي كان خاطئاً حيث أنه ساهم في زعزعة الاستقرار وتصاعد الهجمات ضد القوات الأميركية في البلاد.