أنت هنا

24 ربيع الأول 1439
المسلم ـ متابعات

رصد تقرير نشره موقع ناشيونال إنترست الأمريكي الدور الأمريكي في تمدد النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الولايات المتحدة أسهمت إسهاماً مباشراً وكبيراً في توسيع إيران لنفوذها.

 

وأشار التقرير إلى أن سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الناعمة، أسهمت كثيراً في تحقيق إيران لمكاسبها، لافتًا إلى أنه في الوقت الذي وقعت فيه الدول الخمس اتفاقاً نووياً مع إيران فإنها لم تفرض على طهران وقف عدوانها في الشرق الأوسط.

 

وفي الوقت الذي تمكنت روسيا من تحقيق أهدافها في سوريا عبر الحفاظ على النظام الحالي بقيادة بشار الأسد، يضيف التقرير، فإن إيران بالمقابل نجحت في التمدد في أربع عواصم عربية؛ وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

 

وأوضح التقرير أن تلك الدول كانت مهيئة أيضاً للنفوذ الإيراني بفعل التطورات الكبيرة التي حصلت فيها؛ حيث أدت تلك الأحداث دوراً في السماح لقوى خارجية بالتدخل في شؤونها، فهي لم تكن قادرة أصلاً على وقف التدخل الأجنبي، وهنا دخلت إيران مستغلة ورقة الطائفية في الدول الأربعة، الأمر الذي أسهم كثيراً في تحقيق طهران لأهدافها التوسعية.

 

ففي حالة العراق، يتابع التقرير، تحول البلد من عدو للثورة الإيرانية إلى بلد واقع تحت هيمنتها، حيث كانت بغداد على مر التاريخ منافسة لإيران، إلا أن الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وما تبعه من ظروف أدى إلى توسع إيران في هذا البلد، مستغلة ظروف الاحتلال الأمريكي والطائفية الشيعية.

 

 

وفي سوريا وعقب الثورة، سعت إيران وروسيا إلى استغلال الأوضاع هناك، فكلتاهما دولتان صديقتان للنظام السوري وبينهما تحالفات تاريخية، حيث إن إيران والمليشيات التابعة لها وأيضاً "حزب الله" اللبناني الذي تدعمه طهران شاركوا مبكراً في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري، وهو دعم استند أيضاً على الطائفية الشيعية التي مثلتها إيران.

 

ويشير التقرير إلى أن اعتماد الأسد على إيران ومليشياتها، رغم الوجود الروسي، جعل من إيران دولة ذات تأثير واسع على القرار السياسي السوري.

 

 

وفي الحالة اللبنانية يرصد التقرير دور "إسرائيل" في توسيع نفوذ حزب الله اللبناني، الذراع العسكرية لإيران فوق الأراضي اللبنانية؛ حيث كانت "إسرائيل" السبب في السماح لإيران بالتغلغل في لبنان، فلقد ساعد الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان وما تبع ذلك من احتلال لمناطق جنوبي لبنان حتى مايو من 2000، في إنتاج مليشيات مدعومة إيرانياً، وعلى رأسها "حزب الله"، الذي استلهم شعارات الثورة الإيرانية ونقلها إلى لبنان، وفي كل مرة يدخل فيها الحزب حرباً ضد "إسرائيل" تزداد قوة هذا الحزب الذي يعتمد على العناصر الشيعية في لبنان.

 

وخلص تقرير موقع ناشيونال إنترست إلى أن استمرار الاستقطاب في الشرق الأوسط يطرح المزيد من التساؤلات حول مستقبل هذا النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة أن إيران استغلت التدخل الأمريكي ضد العراق ومن بعده ثورات الربيع العربي، فضلاً عن العزف على وتر الطائفية والمذهبية الشيعية العابرة للحدود.
وتوقع التقرير أن يؤدي هذا التمدد الإيراني في المنطقة إلى تغييرات كبيرة في خريطة الشرق الأوسط، وهو تغيير ستترتب عليه آثار بعيدة المدى.