أنت هنا

29 محرم 1439
المسلم/ وكالات

فنّد نشطاء مسلمون من الروهينغيا مزاعم قائد جيش ميانمار، بأن أقلية الروهينغيا "صنيعة المستعمر البريطاني"، وأكدوا في تصريحات أن التاريخ شاهد على أن الروهينغيا من السكان الأصليين للبلاد.

 

والخميس الماضي، نسب إلى قائد جيش ميانمار، الجنرال مين أونغ هلينغ، قوله خلال مقابلة مع السفير الأمريكي سكوت مارسيل، إن المسلمين الروهينغيا ليسوا من السكان الأصليين في البلاد، وإن وسائل الإعلام متواطئة في تضخيم عدد اللاجئين الفارين.

 

وأضاف الجنرال هلينغ، وفقا لتقرير عن الاجتماع نشر على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن "ميانمار لم تدخل البنغاليين وإنما أدخلهم المستعمرون".

 

ووصف الجنرال الروهينغيا بلفظة "البنغاليين"، التي يعتبرونها انتقاصًا من وضعهم، واعتبر أن المستعمرين البريطانيين هم المسؤولون عن الأزمة.

 

وردًا على هذه المزاعم، قال الناشط في مجال حقوق الإنسان عمران الأراكاني، إنه "بعد مجيء البريطانيين لاحتلال المنطقة، قاموا بتقسيمها إلى عدة أقسام، كما فعلوا في عشرات من دول العالم، ونحن كذلك ضحية من ضحايا الاستعمار البريطاني في تلك الحقبة".

 

وأضاف الأركاني وهو نائب رئيس منظمة حقوقية محلية بإقليم أراكان، أن "حكومة ميانمار عبارة عن نظام عسكري، وهذا النظام دأب على تضليل الرأي العام ضد الروهينغيين".

 

وتابع: "اليوم هنالك رواية ميانمارية تسوّق أن الروهينغيين دخلاء، لذلك يقولوا عنهم بنغاليين، وبعض الليبراليين والعلمانيين بدأوا يصدقوا هذه الرواية، ونحن أيضًا إعلامنا كروهينغيين ضعيف".

 

ومضى قائلا: "48 ملكًا مسلمًا تعاقبوا على حكم مملكتنا في المنطقة، ونحن أشكالنا وثقافتنا وتاريخنا وأصولنا التي ننحدر من خلالها ولغتنا الخاصة مختلفة عن الغير".

 

وأردف: "ما زلنا نحتفظ بالعملة الأراكانية، التي يتوسطها عبارة التوحيد، ويحيط بها أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم".

 

من جانبه، رأى صلاح عبد الشكور، رئيس وكالة أراكان للأنباء، أن "ما تزعمه حكومة ميانمار وقائد الجيش (الجنرال مين أونغ)، ينافي الحقيقة والواقع، وكل كلام التاريخ والدساتير والقوانين، بل مواقفهم أنفسهم، تدل على ذلك".

 

 

ونوه إلى أن "العالم كله يعرف أن الروهينغيا هم أقلية في البلاد، مع أقلية بوذية أخرى هناك".

 

واستدرك موضحًا: "لكن نظرًا لأن الحكومة لا تريد مسلمين في الإقليم، خوفًا من وجود عرقيتين مختلفتين، قاموا بإخراج أقاويل بأن الروهينغيين جاؤوا مع المستعمر البريطاني، وهذا الكلام كله غير صحيح".

 

وأشار إلى أن "حكومة ميانمار كانت تصدر وثائق للروهينغيين، وكانت تكتب عليها عرقية الروهينغيا، وكانت هناك إذاعة باللغة الروهنغية في ميانمار، بالإضافة إلى الكثير من الكتب التي وثقت من البريطانيين والبرتغاليين، أثبتوا فيها وجود عرقية الروهنغيا، وأنها أصلية في البلاد، وأن لها مئات السنين هناك".