كله في خدمة خامنئي.. "المماتعة" تكذب وعون يتلقى الإهانة !!
5 محرم 1439
منذر الأسعد

أوقعت أبواق إيران ما تبقى من شكليات الدولة "اللبنانية" في مأزق مخجل وفي أكبر محفل دولي..

بين الجهل والتعمد
فقد نسبوا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه دعا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى توطين اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة،  وسرعان ما تورط ميشيل عون "رئيس الجمهورية" فبنى كلمته هناك على ذلك،  فأخذ يرغي ويزبد ويؤكد ضرورة إعادة اللاجئين السوريين إلى حضن قاتِلِهم .

وامتدت المسرحية إلى مجلس النواب اللبناني –ورئيسه الدائم نبيه بري حليف نصر الله – فقد رفض المجلس  بـ"الإجماع" فكرة توطين اللاجئين (التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة).

فهل قال ترمب حقاً ما نسبه حلف المقاولة والمماتعة؟
القول الفصل، قدمه  الصحافي الأميركي من اصل عراقي،  معن جيزاني، حيث نشر  شريطاً مصوراً تضمن نص كلمات  ترامب في الأمم المتحدة،  حول موضوع اللاجئين السوريين في دول الجوار بما فيها لبنان.

 

فقد دعا  ترامب المجتمع الدولي الى تبني سياسة واضحة ازاء النازحين وضحايا الحروب الاهلية في العالم. وقال : ان الولايات المتحدة ستقدم مساعدات مالية بدلاً من استقبال لاجئين على اراضيها وذلك لأن كلفة استقدام لاجئ واحد الى اميركا يمكن ان تساعد عشرة لاجئين في مناطق قريبة من بلادهم..

 

. واكد ترامب ان الولايات المتحدة الاميركية تدعم الاقتراحات التي صدرت عن اجتماع قمة العشرين وقد نصت على ضرورة إبقاء اللاجئين في اقرب منطقة ممكنة من بلادهم الاصلية وتقديم المساعدة اللازمة لهم تمهيداً لعودتهم الى بلادهم والمساهمة في اعادة اعمارها. وتعهد ترامب بتقديم الدعم المالي للدول التي تستضيف اللاجئين والمساعدة في اعادتهم الى دولهم في نهاية المطاف.

وظيفة الكذبة الجديدة
الأرجح أن تحريف كلام ترمب متعمد،  بعد استبعاد فرضية الخطأ والجهل.. فالخطأ في الترجمة الفورية –لو سلمنا بحدوثه- يجري تداركه بسرعة .. وأما الجهل فهو مزحة ثقيلة لأن اللبنانيين من أكثر العرب إتقاناً للغات أجنبية،  فكيف يفشلون في ترجمة كلمات عادية لا تعقيد فيها؟

والذي يؤكد أن تجار المماتعة تعمدوا الاختلاق ،  أنهم اقتطعوا تتمة كلمات الرئيس الأمريكي: لإعادة اللاجئين إلى بلادهم لكي يسهموا في إعمارها!!

فكيف إذا تبينت الغاية من كذبتهم؟
قبل 24 ساعة من المأتم المفتَعَل من قِبَل أبواق  خامنئي في لبنان ( الميادين والمنار ....) ،  نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية أكدت هيومن رايتس ووتش أن السوريين في مناطق عرسال يتعرضون لضغوط كبيرة بهدف حملهم على العودة إلى سوريا.

 

وأعلنت هيومن رايتس ووتش،  في تقرير أن العديد من اللاجئين السوريين في عرسال يواجهون ضغوطاً للعودة إلى سوريا،  بحسب ما أوردت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

 

وقال مدير قسم مكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش نديم حوري: إن أوضاع عرسال زادت سوءاً إلى درجة أن لاجئين كثراً عادوا إلى منطقة حرب،  وإن لدى السلطات اللبنانية مهمة صعبة متمثلة في الحفاظ على الأمن في عرسال،  لكن بعد إخراج داعش والنصرة من الضروري تحسين الخدمات وحماية المدنيين.

 

وأضاف أن عدداً من السوريين،  غادروا عرسال إلى إدلب بسبب الوضع المتردي في عرسال،  بما في ذلك مداهمات الجيش مخيمات اللاجئين،  وعدم امتلاك الغالبية إقامات قانونية،  والخوف من الاعتقال والاحتجاز،  والقيود المفروضة على حركتهم،  وفرصهم المحدودة في الحصول على التعليم والرعاية الصحية،  لم تجد هيومن رايتس ووتش أدلة على عمليات إعادة قسرية مباشرة،  لكن جميع من تمت مقابلتهم قالوا إنهم غادروا بسبب الضغوط لا طوعاً.

 

ووفق بلدية عرسال فقد،  عاد نحو 10 آلاف سوري إلى سوريا من عرسال منذ حزيران/يونيو 2017،  وفي الغالب بسبب اتفاقات تفاوض عليها حزب الله.

 

وعلى رغم أن لبنان لم يوقع على “اتفاقية اللاجئين لعام 1951″،  فهو ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي،  وعدم إعادة أي شخص إلى مكان يمكن أن يتعرّض فيه للاضطهاد أو التعذيب أو غيره من أشكال سوء المعاملة،  أو تكون فيه حياته مهددة. لبنان ملزم أيضاً بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب بعدم إعادة أي شخص إلى بلد يتعرض فيه لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.

 

ويشير حوري إلى أنه “مع رحيل داعش والنصرة من عرسال،  على لبنان أن يدرك أن ليس من مصلحته أن يخشى اللاجئون التعامل مع الأجهزة الأمنية،  كما عليه إعادة تقييم سياسته الأمنية. على لبنان ضمان أن يستطيع السوريون الحصول على إقامة قانونية،  وأن تحترم العمليات الأمنية سلامة اللاجئين المقيمين في عرسال وأمنهم”.

ونقلت صحيفة ( الجمهورية) عن مصادر سياسية تأكيدها أنّه لا يجوز الاكتفاء،  كما جرت العادة،  بإثارة موضوع النازحين،  بل يجب طرحِ مشروع عودتِهم الفورية الى بلادهم،  بغضّ النظر عن موقف المجتمع الدولي،  وإلّا بقيَ ما لا يقلّ عن مليون ونصف مليون نازح سوري على ارضِ لبنان،  مع ما يَعني ذلك من مخاطر على وحدة البلاد وصيغةِ التعايش والتوازن الديموغرافي،  عدا عن الأخطار الأمنية».

عون فاعل أم مدفوع؟
لأن عون جاء إلى موقعه الرئاسي مندوباً عن خامنئي ونيرون العصر،  فهو يردد كل ما يلقيه عليه شياطين إيران من جحور الضاحية..

لذلك أعلن بكل مهانة في كلمته أمام الأمم المتحدة  عن تبني سياسة الضغط على اللاجئين السوريين لإعادتهم إلى حضن بشار، فقال:
"هناك من يقول بعودة طوعية لهم،  ونحن نقول بالعودة الآمنة ونميز بين الاثنين،  واجتماعات مجموعة الدول الداعمة لسوريا قد أكدت على ذلك.

 

فالعودة تكون طوعية أو آمنة وفقا لسبب النزوح؛ فإذا كان اللجوء إفراديا ولسبب سياسي يهدد أمن الفرد وسلامته تكون العودة طوعية،  أي أنها تمنح للاجئ السياسي ويترك له تقدير توقيتها،  وهذا النوع من اللجوء يقترن بقبول الدول المضيفة. أما اللجوء الجماعي بشكله الحالي إلى لبنان،  فهو قد حصل لسبب أمني أو اقتصادي،  وهربا من أخطار الحرب،  لذلك نسميه نزوحا وليس لجوءا،  وهو لم يقترن بقبول الدولة ولم يكن إفراديا،  إنما على شكل اجتياح سكاني. أما الادعاء بأنهم لن يكونوا آمنين إذا عادوا إلى بلادهم فهذه حجة غير مقبولة."

وأكمل عون تهريجه فقال: هناك نحو  85% من الأراضي السورية قد أصبحت في عهدة "الدولة"،  مشيرا إلى أنه إذا كانت "الدولة" السورية تقوم بمصالحات مع المجموعات المسلحة،  فكيف بها مع نازحين هربوا من الحرب؟