أنت هنا

29 ذو الحجه 1438
المسلم ــ متابعات

أماطت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اللثام عن أن العديد من اللاجئين في بلدة عرسال الحدودية شمال شرق لبنان يواجهون ضغوطا للعودة إلى سوريا، بما في ذلك من أخطار تتهددهم.

 

وأكدت "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها اليوم الأربعاء، أن بعض اللاجئين عاد بالفعل إلى سوريا بسبب الظروف القاسية في عرسال.

 

كما لفت البيان إلى أن العديد من اللاجئين ليست لديهم وثائق إقامة قانونية، بالإضافة إلى وجود قيود على حرية تنقلهم، وخوفهم من الاعتقالات العشوائية على ما يبدو خلال أي مداهمة للجيش.

 

ودعا البيان السلطات اللبنانية إلى إعطاء الأولوية لاستعادة الخدمات وحماية المدنيين هناك، بعد المداهمات العسكرية والاتفاقات التي تم التفاوض عليها ودفعت مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" إلى الخروج من المنطقة.

 

من جهته، قال نديم حوري، مدير "قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب" في "هيومن رايتس ووتش": "زادت أوضاع عرسال سوءا إلى درجة أن لاجئين كثر عادوا إلى منطقة حرب. لدى السلطات اللبنانية مهمة صعبة متمثلة في الحفاظ على الأمن في عرسال، لكن بعد إخراج داعش والنصرة، من الضروري تحسين الخدمات وحماية المدنيين".

 

ونقل البيان عن السوريين الذين غادروا عرسال إلى إدلب: "إنهم عادوا إلى سوريا بسبب الوضع في عرسال، بما في ذلك مداهمات الجيش لمخيمات اللاجئين، عدم امتلاك الغالبية إقامات قانونية، الخوف من الاعتقال والاحتجاز، القيود المفروضة على حركتهم، وفرصهم المحدودة للحصول على التعليم والرعاية الصحية".

 

وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أنها لم تجد أدلة على عمليات إعادة قسرية مباشرة، لكن جميع من تمت مقابلتهم قالوا إنهم غادروا بسبب الضغوطات لا طوعا.

 

ودعت المنظمة لبنان إلى ضمان تمكين اللاجئين من تنظيم وضعهم القانوني والتمتع بحرية التنقل والحصول على المساعدات الإنسانية، وقال البيان: "يجب أن تحترم الإجراءات الأمنية حقوق المدنيين في عرسال".

 

وتستضيف عرسال حاليا ما يقدر بنحو 60 ألف سوري، فضلا عن سكانها اللبنانيين البالغ عددهم 38 ألف نسمة، بحسب البلدية.

 

يبسط الجيش اللبناني سيطرته الصارمة على عرسال منذ مهاجمة تنظيم الدولة والنصرة البلدة عام 2014، ويقيّد الوصول إلى البلدة من وقتها.