26 ربيع الأول 1439

السؤال

أنا متزوجة منذ سنتين ونصف ولديّ طفلة، مشكلتي مع زوجي شخصيته المعقدة، وعدم معرفتي بالتعامل معه، نحن دائماً في مشاكل منذ زواجنا، والمشاكل تزداد يوماً بعد يوم، رغم أنه طيب وكريم، لكن إذا حدثت مشكلة يحبسني بالبيت ويهجرني أياماً ويريدني أن أعتذر له، ويضربني، حرمني من صديقاتي وجاراتي رغم أننا لا نجتمع إلا قليلاً، هو عصبي وعنيد، كيف أتعامل معه؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

السائلة الكريمة:

لا توجد حياة بعيدة عن المشاكل والهموم، وخاصة في بداية الزواج، فطباع وأفكار كل من الزوجين مختلفة عن الآخر، وليس من السهولة الاندماج والتكيف بسرعة..

 

وقد تتعقد الأمور وتزداد المشكلات عندما يكون أحد الزوجين عنده صفة العصبية وسرعة الغضب، فكثير من الأسر قد تفككت بسبب عصبية الزوج، وعمَّهم الندم والألم فيما بعد.

 

لكن نعود فنقول إن لكل شيء سبباً، فالزوج العصبي تزداد عصبيته بسبب كثرة الالتزامات ومتطلبات البيت، أو بسبب ضغوط يتعرض لها في عمله أو الهموم والأحزان..

 

وقد تزداد عصبيته أكثر عندما يشعر بإهمال زوجته له، أو امتناعها عنه أو إهدار حقوقه بحجة أنها مهلكة طوال اليوم، أو عدم اهتمامها بنفسها أو مظهرها أمامه..

 

أو اتصافها بالكسل وقد يظهر ذلك في عدم ترتيب البيت وتنظيمه، أو خلل في مواعيد طعامه، أو إزعاجه في وقت راحته.

 

كل هذه الأمور واردة في كل بيت، وهذه الأمور قد تستصغرها الزوجة لكنها عند الزوج العصبي تؤذيه وتزعجه.

 

ولا يلجأ الزوج العصبي للتعدي إلا بعد استنفاذ صبره، لكن صبره على زوجته لا يطول بسبب وجود هذه الصفة عنده، وسرعان ما ينفجر فيها وربما يترجم عصبيته فيتطاول عليها!

 

فالزوجة الذكية تتفهم صفات زوجها من خلال عشرتها فلا توصله لهذه الحالة؟!

 

من الممكن للزوجة الواعية أن تحتوي زوجها العصبي بهدوء وعقلانية كي تستطيع أن تمتص غضبه وانفعاله.

 

فمثلاً إذا وجدت الحوار قد تفاقم وزاد وخرج عن أدب الحوار فلا بد من الوقوف بلطف حتى تهدأ الأجواء.

 

ولا يعتبر اعتذار الزوجة لزوجها شيئاً يقلل أو يمس كرامتها، بل هذه صفة النبلاء ومن خلق الإسلام؛ فمن تواضع لله رفعه، وخيرهما من يبدأ بالسلام والعفو والصفح والتسامح.

 

وعندما تكون لغة الاعتذار واضحة وصريحة تشعر الزوج بقيمته ومكانته وأنه محل تقدير لزوجته.

 

وأيضاً ينبغي عليك أيتها الزوجة طاعته إذا كان الخلاف على أمرٍ، من الممكن شيء من التنازل فيه حتى تسير المركب.

 

ولعل وصفك لزوجك بكونه طيباً وكريماً شيء إيجابي حسن، فهذان صفتان من أفضل الصفات في الرجل.

 

وأما حرمانك من صديقاتك وجارتك، فربما أن زوجك خشي القيل والقال بينكن، أو وَجَدَهن غير كفء لك، وأن معرفتهن ضرر لك أو له، أو ربما حرمانك منهن يكون رد فعل منه لعنادك له وعدم احتوائك له.

 

فهو غالباً لن يعاملك بسوء إلا إذا أسأت إليه، لكن إذا كسبت قلبه بذكائك وتواضعك واحترامك وتقديرك وطاعتك له فلن يحرمك من شيء بعد، وسيرد لك الخير إحسانا.

 

فالود والحب والعطف والحنان لغة التواصل بين الزوجين وبها تستطيعين أن تصلي لقلب زوجك.

 

وأوصيك في النهاية بالاستعانة بالله على غضب زوجك، وبدعاء الله أن يذهب غضبه، وبنصحه برفق فيما يخص الغضب، وبالصبر عليه، لعل الله أن ييسر أمركما..