29 ذو القعدة 1438

السؤال

أنا وزوجي مغتربان سنتان زواج وعندنا بنتا , والتزاماتنا على قدر دخلنا , بل ربما في بعض الاحيان لا نستطيع شراء طعام للبيت لفترة معينة .

أم زوجي تعمل ولها دخل ولكنها تطلب من زوجي المال , وهو يرسل إليها مع العلم أنه قد يكون آخر مال معه , وعندما ارفض ذلك وأتكلم معه أن هذا لا يصح يرد علي بعصبية , هل انا مصيبة أم مخطئة ؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

قد أمر الله سبحانة وتعالى بالاحسان عموما ووعد عليه جزاء منه سبحانه الاحسان " هل جزاء الاحسان إلا الاحسان " وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاحسان وقال ان الله كتب الاحسان على كل شيء .

 

وخير الاحسان وأفضلة احسان البر للوالدين , لمقامهما الرفيع ولثواب ذلك الجزيل من الله سبحانة .

 

وانما تعرف حقيقة الانسان في مواقف الشدة والصعوبة وليس فقط في مواقف اليسر والسهولة , ولما سؤل النبي صلى الله عليه وسلم عن خير الصدقة فقال " ان تنفق وانت صحيح شحيح " فهو صحيح لأنه ليس مريضا يخشى الموت , وشحيح بماله محبب إليه قليل عنده المال .

 

السائلة الكريمة .. الحظ في مشكلتك نفس المعنى الذي يتردد كثيرا بين النساء , وسببه عدم صفاء القلب لأم الزوج وأهله ، فالزوجات يرون غالبا أن عطاء الزوج لأهله إنما هو شيء مرفوض أو على أحسن الاحوال مكروه !!

 

هؤلاء الزوجات هن ذواتهن يحببن دائما الموقف العكسي فهن يحببن ويفضلن ويسعدن بالتواصل بين الزوج وبين أهلهن وتبادل الزيارات والهدايا وغير ذلك , أما إن كان لأهل الزوج فلا وألف لا !

 

هذا في الحقيقة سلوك سلبي سيء من هؤلاء الزوجات , فإن كنت ايتها السائلة تخافين الفقر إذا اعطى زوجك أمه فأنت مخطئة فما نقص مال من صدقة ,  وما زاد الانسان بره بأمة إلا رزقا وفضلا ورفعة .

 

الا تدركين أننا مأمورون بالبر بالأمهات مهما كن غنيات مكتفيات ، وما البر إذا الا بشاشة اللقاء وحسن الكلام والخدمة عند الحاجة والهدية والعطاء بالمال والنفس ؟

 

هل تحبين عندما تكبرين وتكونين في مثل اعمار ام زوجك ان يفعل اولادك معك ذلك ويضنون ويبخلون ببعض المال عليك بحجة انك مكتفية ؟!

 

ان تلبية زوجك لرغبة أمه هي احسان وبر , وكراهيتك لذلك تقلل من قدرك عنده فحبه لن يزيد لك واحترامه لن يزيد الا اذا شعر منك انك معينة له على بر امه وابيه واهله ، كريمة تجاههم ، ليس العكس .

 

قدمي الحب يعود إليك الحب اضعافا , واعتبري امه هي امك وأباه هو ابوك , وثقي في الله يبارك في زرقك ، واياك والحرص والبخل فانهما داءان يهلكان المرء و ينزعان البركة من البيت والاولاد .

 

يصح لنا في نهاية هذه الكلمات ان ننصح زوجك الكريم بان يتوازن في النفقة فيسعى لكفاية أهله لحاجاتهم كما يسعى للانفاق على والدته كي تطيب النفوس جميعا , وتذهب الشحناء ، ولئلا يشعر هو بذاته بثقل نفقة والدته مع شدة حاجته فليوازن في ذلك وليتصرف برشد وحكمة ، فيرضي امه ، ويرضى زوجته وأولادة ، فالنفقة على الزوجة والأولاد أيضا صدقة وهو في كل ذلك يعمل صالحا .. وفقكم الله .