"موضة" البراءة من الإرهاب .. والبراءة من الشرك
22 ذو القعدة 1438
منذر الأسعد

أصبحت طقوس البراءة من الإرهاب شبيهةً إلى حد التطابق بطقوس البراءة من الشرك .
الأولى نهج غربي بامتياز.. والأخرى نهج مجوسي لا مثيل له..

 

الحلف اللعين
كلا الفريقين –عند التمحيص- ينطبق عليه القول المشهور: يكاد المريب يقول خذوني.
فالإرهاب صناعة غربية بشهادات غربية ..

 

والشرك بضاعة صفوية من دون شهادات صفوية .. وإن كانت كتب القوم وفضائياتهم تتكفل بالنقل الحي لعبادة الأضرحة، بما فيها قبور ليس فيها موتى أصلاً..

 

 والسبب في توفر الأولى وغياب الثانية،يكمن في طبيعة النظام القائم لدى الطرفين.. فلا مجال في النظام الكهنوتي الصفوي لمن يتبنى رأياً يخالف خامنئي أو يكشف معلومة طلب الولي الفقيه إدخالها في السرداب مع ساكنه الخرافي.. ولعل أقوى نموذج لذلك بقاء الشخص الثاني في هرم الثورة الخمينية – منتظري- حبيس الإقامة الجبرية حتى موته!! وكذلك تقييد حرية رموز النظام الذين احتجوا على تزييف خامنئي انتخابات 2009 التي فرض فيها المرشدُ مرشَّـحَه المفضل : محمود أحمدي نجاد  رئيساً للجمهورية..

 

أما في الغرب الذي يقوم على شعارات الحريات الأساسية في التفكير والتعبير، فإنه يتعذر  استخدام وسائل التصفية الجسدية وقمع الرأي المخالف بأسلوب آيات الشيطان وصغار العملاء في العالم الثالث .. تبقى وسائل التعتيم وتشويه السمعة هي الأفضل عملياً .

 

والمضحك المبكي أن تجار البراءة من الإرهاب وتجار البراءة من الشرك حلفاء في العمق، أعداء في منابر الثرثرة .. وإن كانت صلاحية تقيتهما انتهت نسبياً وأصبحا يجهران شيئاً فشيئاً .. ومن لم يصدق فليرجع إلى الأخبار المتواترة عبر جميع وسائل الإعلام الغربية، عن الغطاء الجوي الأمريكي لقطعان جحش "الحشد الشعبي" في تدميره لمدينة الموصل وتنكيله بأهلها فقط لأنهم مسلمون.. وعند المنظمات الحقوقية الغربية والدولية ملفات حبلى بوقائع الخزي المشترك بين الحليفين.

 

سذاجة الذين يعرفون
أمام مئات الشواهد الدامغة، التي بات عامة الناس على دراية تامة بها؛ يحزن المرء ويأسى لحال بعض مثقفينا الذين ربما يعيشون في عصور سابقة .. أو كأنهم سكان كواكب أخرى، هبطوا إلى كوكب الأرض منذ ساعات ..

 

أحد هؤلاء كتب يدعو الأمة كلها إلى البراءة من الإرهاب، بالرغم من اعترافه بأن القوم الذين أصروا على القوة الخشنة وسياسة الصدمة والترويع (لم يحددوا ما هو الإرهاب بالضبط؟، ومن هم الإرهابيون وفقاً لتعريف واضح؟، ولم يضعوا في حسبانهم الوسائل الأخرى لمكافحة الإرهاب غير استعراض العضلات العسكرية فقط، بل تم أخذ المسلمين جميعاً بجريرة نفر منهم، وتم التدخل العسكري في بلدين مسلمين، والإعلام بات يتحدث عن الإرهاب الإسلامي، وعن الدين الذي يخرّج إرهابيين وبلغت الوقاحة أن الإساءة طالت رموز الإسلام: القرآن الكريم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا المناخ عبأ المواطن العادي في أمريكا وخارجها ضد كل ما هو مسلم حتى صارت كلمة إرهاب المطاطة غير المحددة ولا المعرّفة في ذهنه ترتبط بالمسلم والإسلام، وعندما يُقال إن حادثاً ما وقع في بلد ما فيكون التفسير الفوري بأنه إرهابي حتى لو لم يكن كذلك، وبالتالي لا بد أن يكون مرتكبه مسلماً حتى لو كان فعلاً جنائياً بحتاً.....) !!

 

ولا ينقضي العجب ممن يعرف هذه الحقائق الجلية، ثم يقذف الكرة في مرمانا نحن ضحايا الإرهاب الغربي المتعمد!!

 

أجل!! يطالبنا بالبراءة من الفكر المتطرف وكأنه لم يقرأ آلاف البراءات من الساسة والحكام والهيئات العلمية والدعوية والأحزاب والجماعات !!
وكأنه لم يلاحظ قانون جاستا الذي يزدري القانون الدولي المصنوع غربياً بنسبة 100%!!

 

وكأنه لم يلاحظ أن الإرهاب الرافضي –وهو أسبق زمنياً  – وما زال مستمراً وتتبناه دولة  فتجري مكافأتها بينما تُطارَد السعودية من أجل بضعة أفراد لا يمثلونها، لأنها في حرب شرسة معهم وهم يعتبرونها عدوهم الأول !!