هل انتهت معركة الموصل؟
20 شوال 1438
خالد مصطفى

رغم إعلان حكومة العبادي في العراق السيطرة على مدينة الموصل إلا أن المعركة الحقيقية كما يبدو لم تنته بعد فالمليشيات الشيعية التابعة للقوات العراقية والموالية لإيران تواصل معركتها ضد المدنيين من أهل المدينة السنية..

 

فقد اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان قوات الأمن العراقية بالتهجير القسري لما لا يقل عن 170 أسرة من أسر من يُدّعى أنهم أعضاء في تنظيم الدولة في "مخيم إعادة تأهيل" مغلق كعقاب جماعي...وقالت نائبة مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة، لمى فقيه: "لا ينبغي على السلطات العراقية أن تعاقب أسرا بكاملها على أفعال بعض أفرادها"...

 

 

وأضافت أن "هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب، وتدمر جهود تشجيع المصالحة في المناطق التي استرجعت من تنظيم الدولة "...وكان قد تم الكشف عن فيديو بثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر جرائم من قبل القوات العراقية تجاه المعتقلين حيث قامت القوات بإلقاء عدد منهم من أعلى بنايات شاهقة وهم أحياء وأطلقت النار عليهم..كما دعت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الجرائم والفظائع التي ارتُكبت بحق المدنيين في الموصل من أي طرفٍ كان؛ سواء تنظيم "داعش" أو القوات العراقية والتحالف الدولي الذي يدعمها...وأكدت مديرة الأبحاث في أمنستي لمنطقة الشرق الأوسط لين معلوف في بيان أن "الفظائع التي شهدها الناس في الموصل واحتقار الحياة الإنسانية من جانب كل أطراف النزاع لا يجب إن تبقى من دون عقاب"...وأضافت انه "يجب أن يتم فورا تشكيل لجنة مستقلة تكون مهمتها إجراء تحقيقات في كل الحالات التي تتوفر فيها أدلة جديرة بالثقة على انتهاك القانون الدولي، ونشر نتائج هذه التحقيقات"...

 

 

واتهمت المنظمة الحقوقية الدولية القوات العراقية والتحالف الدولي الذي يدعمها وتقوده الولايات المتحدة بشن هجمات "غير قانونية" وباستخدام القوة غير المتكافئة في بعض الحالات، وأوردت مثالا على ذلك ما حصل في 17 مارس حين قتل 105 مدنيين في غارة جوية نفذها التحالف..وقالت أمنستي إن "القوات العراقية والتحالف الدولي لم ينجحوا في توفيق تكتيكاتهم مع الواقع (الميداني) واستمروا في استخدام أسلحة متفجرة تفتقر إلى الدقة" في مناطق مأهولة بالسكان... ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن شهود عيان تأكيدهم،على أن إفراط التحالف الدولي في الضربات الجوية أثناء معركة الموصل، أدى إلى مقتل آلاف المدنيين في المدينة...

 

 

ونشرت الصحيفة تقريرا لموفدها في الموصل باتريك كوكبيرن، الذي نقل عن قصي (47 عاما) قوله "لم يكن في حيينا الكثير من عناصر التنظيم إلا أنهم ألقوا علينا الكثير من القنابل، ونعتقد أنه قُتل جراء هذه الضربات الجوية ما بين 600 إلى ألف شخص"...وكان عدد من الناشطين قد اتهم المليشيات التابعة للحكومة العراقية باختطاف الآلاف من أهالي الموصل دون الإفصاح عن مكانهم حتى الآن وقد نظم أهالي الضحايا العديد من الوقفات للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهم دون نتيجة..

 

 

دمار هائل لحق بمدينة الموصل حتى أن الأمم المتحدة وصفت مشاهد الدمار التي تسود المدينة بالصادمة... وأكدت أن نسبة الدمار التي حلت بالمدينة فاقت كل التوقعات، وبالأخص في الموصل القديمة ومحيطها من المناطق الأكثر كثافة سكانية...

 

 

كما أشارت الأمم المتحدة إلى أن التوقعات كانت بأن تصل تكلفة إعادة أعمار مدينة الموصل إلى 500 مليون دولار، لكن بعد ما مشاهد الدمار تلك فإن تكلفة إعادة الإعمار ستكلف مبلغ أعلى بكثير... وبحسب الأمم المتحدة فإن 6 من أحياء غرب الموصل قد دمرت بالكامل، كما أن أكثر من 11 ألف منزل تم هدمها...ويرفض معظم أهالي الموصل العودة إلى ديارهم في ظل هدم منازلهم وافتقاد المدينة للماء والكهرباء والخدمات الأساسية, كما أنهم يخشون من انتقام المليشيات الشيعية التي تسيطر على المدينة وهو ما يعني أن المعركة الحقيقية في الموصل لم تضع أوزارها بعد على الأقل بالنسبة لأهالي الموصل.