8 ربيع الثاني 1439

السؤال

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع النافع جعله الله في ميزان حسناتكم.. وبعد؛ فأنا معلمة قرآن لأكثر من 7 سنين في دور تحفيظ، وطالباتي في الفصل فئة المتعلمات باختلاف الأعمار فوق 19 سنة، ومنهن المتزوجات وغير المتزوجات، وباختلاف مستوى التعليم والثقافة، مهمتي في الفصل تعليمهن قراءة القرآن وتحفيظهن إياه وشرح تفسير لبعض السور، ومن خلال الوقفات مع الآيات والنقاش مع الطالبات أكتشف معتقدات فاسدة وأفكاراً غير صحيحة، فمثلاً طالبة تشيعت، وطالبة لا تعتقد بصحة السنة، وأخرى تعتقد بالعقل، وأخرى تتبع مذهب تجريح الدعاة والتحذير منهم، صراحة عانيت من بعضهن معاناة شديدة، وباقي الطالبات لديهن استفهامات..

سؤالي ما هو التعامل الأمثل مع طالبات هكذا؟ أرجو منكم مساعدتي.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أشكر لك اهتمامك بمن تعلميهن، وإتقانك لدورك المهم، وفهمك رسالتك، وجديتك في تناولها، وعدم اكتفائك كما يفعل الكثيرون بمجرد تأديتك لعملك بصورة باهتة بلا أثر..

 

والواقع أن الذي تفعلينه يا ابنتي هو العمل الصائب من أعمال المعلم، فالمعلم ليس مجرد ناقل لمسألة علمية، أو محفظ، بل هو مشرف على كيفية فهم المفاهيم، وطريقة رسوخها في قلب المتعلم، كما أن من دوره إزالة الشبهات وتوضيح المغلقات وتسهيل الصعوبات على من يتعلم.

 

كما أنني لست متفاجئاً بما تفاجأت به من خلط في المفاهيم وخفاء في الثوابت، بل هو المتوقع في ظل هجمات فكرية وزلازل مفاهيمية وأفكار مستغربة دخيلة على المجتمع وعلى قيمه ومبادئه.

 

وأنصحك بعدة أمور:

- أن تتفهمي جيدا أنه ليس معنى وجود مفاهيم خاطئة لدى البعض أن هذا هو الأصل، بل ثقي أن هناك الكثيرات لديهن قلوب عامرة طيبة ونفوس صادقة، فقط هن يحتجن التوجيه والتعليم.

 

- أن تحاولي ابتداءً تفهم الرؤية العامة، والاستفسار عن المتعلمين، ومعرفة مستواهم الثقافي والعلمي والاجتماعي وغيره.

 

- أن تتجنبي بقدر الإمكان المجادلات الجماعية، والمناقشات المفتوحة، فهي سلبية على أية حال، إلا في حال الرغبة المقصودة في الرد العام بأسباب مخصوصة..

 

- أن تحاولي بناء الثوابت بالتدريج وخطوة خطوة، وأهمها الإيمان بالله سبحانه، واليوم الآخر، والاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم.

 

- أن تنطلقي دائماً من المتفق عليه لا من المختلف فيه، فهو أيسر لك في توصيل المفاهيم لأكبر عدد.

 

- أن تجعلي حواراتك - عادة - ثنائية بينك وبين الفتاة صاحبة التساؤل فذلك أبعد عن الجدل والتفاخر منهن.

 

- أن تكوني رقيقة رفيقة بمن تعلميهن، هكذا كان خير معلم صلى الله عليه وسلم مع أشد الناس غلظة..

 

- حاولي أن تبني صداقات طيبة وتقتربي منهن قلبياً ونفسياً بالكلمة الطيبة والهدية وحسن المعاملة والبشاشة وغيرها قبل أن تأمريهن وتنهيهن، فالمحبة تقرب الطريق.

 

- استعيني بالوسائل المساعدة، من كلام العلماء، ومن المكتوبات والمسجلات ونصيحة الخبراء وغيرها.

 

- لا بد أن تتقني ما أنت بصدده من دروس وحوارات ومعان ومفاهيم قبل أن تتحدثي حولها أو تتناقشي مهما كان الحوار صغيراً والموضوع بسيطاً..

 

- استعيني بالله دائما قبل الشرح والحوار والمناقشة..