10 رمضان 1438

السؤال

ابني مدمن على التدخين وربما المخدرات كما أنه مدمن على اللهو واللغو والحديث في الشبهات حول التوحيد بشكل سلبي جدا وغيره، هل الصواب الحزم معه ومن ثم إخراجه من البيت أم ماذا؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

فكما سبق وقلنا أن التعامل مع أبنائنا يجب أن يكون بالحكمة وسعة الصدر والحوار والإقناع، والبعد عن الشدة والغضب والأساليب الحدية القاسية، إذا كانت أخطاء الأبناء في حدود المقبول للتعديل والتقويم.

 

وأما الأخطاء الكبيرة والتي قد تؤثر على الآخرين من الأسرة والمجتمع في دينهم وعقائدهم وقيمهم وأخلاقهم، إذا لم يستجب الأبناء بالرفق والحوار، فيجب التعامل معها بشيء من الحزم للحفاظ على الأسرة.

 

وشأن التدخين منتشر البلوى بين الشباب، والإقلاع عنه يحتاج إلى قوة إرادة وتحفيز ودعم نفسي وإيماني.

 

فمن المهم في التعامل مع معصية التدخين لزوم التبيين والنصح، مع تغيير صحبة السوء التي تدعوه للمعصية.

 

كما أنه من المهم الصبر والحكمة والتدرج من الآباء؛ لأن الإقلاع الفوري عنها يصعب على كثيرين.

 

أما بخصوص ما ذكرت من المخدرات، فلا يخفى كونها كبيرة من كبائر الذنوب، وأن الإقلاع عنها يلزمه توبة صادقة، ومعرفة بضررها، وندما، كما يحتاج العلاج الطبي النفسي في المصحات المختصة، مع دعم نفسي من المقربين للولد.

 

وفيما يتعلق بالشبهات، فيجب عدم السكوت عليها، بل يجب تفريغ ما في عقل الولد من تلك الشبهات، وتبيين الحق له، وحواره وإقناعه من طرف بعض أهل العلم المختصين أو احد القادرين على الإقناع والبيان من الدعاة، مع ضرورة أبعاده عن الصحبة التي تثير في نفسه شبهات السوء أو المصادر التي توصله إلى ذلك، كما يجب إحاطته بالرعاية العلمية والإيمانية مع تعليمه العقيدة الصحيحة.

 

هذا كله مادام الخطأ والخلل الصادر من الابن في أطواره التي يمكن التعامل معها والحوار والإقناع وهكذا.

 

ونحن ننصح بالحكمة دائما في التعامل مع أبنائنا والصبر والحوار كما سبق.

 

أما إذا كان ضرر الابن قد بلغ حد الانحراف الذي قد يؤثر على إخوته وأسرته والمحيطين به في دينهم، فينظر في إبعاده عن البيت إبعاداً مؤقتاً، مع رعايته ومراقبته ومراعاة كل ما سبق وذكرناه، إلى حين إصلاحه واستقامته، لئلا يؤثر سلباً على الأسرة وأفرادها في دينهم.

 

نعم الإخراج من البيت له سلبياته، لكن تدفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى، إذا كان بقاؤه في البيت سيفسد إخوانه مع محاولات الإصلاح، لكن المسألة تحتاج إلى حكمة وبُعد نظر وتدرج مع الدعاء.

 

وعلينا ألا نيأس من النصح والدعاء الدائمين حتى لو خرج من البيت (والأصل عندي دائماً هو عدم الإخراج)، ولكن عند الحاجة والضرورة والاستثناء ودفع المفسدة يمكن أن يحدث ذلك مؤقتا مع الرعاية، وعليه أن يدرس الحالة دراسة كاملة كما على الآباء الاستعانة في مثل تلك الحالات بالمتخصصين التربويين والنفسيين، أصلح الله أولادنا وأولاد المسلمين.