خطوتان لابتداء رمضان
27 شعبان 1438
د. خالد رُوشه

خطوتان خفيفتان في العمل ثقيلان في القيمة والاثر ،عميقتان في البناء النفسي والقلبي في ايام الفضل والأجر ..

 

 

أما الاولى فهي التنقية القلبية لشوائب ما علق من ادران المخالطات والمعاملات والصراعات ، والمشاركات ، والمنازعات ، والمسابقات ، والمنافسات ، والأحقاد والأحساد ، والمغالبات وغيرها ، تلك الي كان م الناس من حولك ..

 

 

ولاشك أنها خطوة صعبة ، أن تنقي نفسك أمام صراعات الحياة ، فتغفر لمن آلمك ، وتسامح من اضرك ، وتدعو لمن أهملك ، وتحسن لمن اساء إليك .

 

 

خطوة تحتاج القلب الصادق الجرىء ، والنفس الكبيرة الكريمة ، تلك الر رجو المعالي وتتعالى عن النايا ..

 

 

خطوة لا يتفهمها إلا الطامحون نحو الجنة العالية ، والرضا والغفران ، فيستهينون بالدنيا ومكتسباتها وزينتها " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "

 

 

واما الخطوة الثانية ، فهي خطوة البداية في العمل ، خطوة التوبة والاستغفار.

 

 

ذلك أن القلب الذي شابته المعاصي والذنوب يحتاج أن يتطهر ويتنقى , يحتاج أن يتخلى عن تلك الأدران من الآثام , كي يستقبل الطاعات والعبادات استقبالا كاملا تاما .

 

 

فالتوبة تسبق أي شىء نبتدىء به في رمضان , لكنها أي توبة تلك التي نريد في رمضان ؟

 

 

إنني أعني بها توبة يصحبها ندم على كل تفريط , كي يعقبها تصميم على الاستزادة والاستدراك ..

 

 

وتوبة يعرف بها العبد قدره , وضعفه , وعجزه , كي يعقبها تواضع , وذلة , وانكسار بين يدي الله سبحانه في أيام رمضان ..

 

 

توبة يتخلى فيها المؤمن عن كل مظلمة , فيردها إلى أصحابها , مهما كانت قليلة , ومهما تعلقت بشىء عزيز في دنياه , كي يقبل على ربه في رمضان بلا عائق يعوق قبول دعائه ورجائه .

 

 

توبة يطهر بها المرء نفسه من الحسد والغل والحقد والكره تجاه المؤمنين , كي يقبل على رمضان فيكون ممن غفر لهم بلا شحناء ولا بغضاء .

 

 

توبة عن البخل والشح , وتفضيل النفس عن الغير , إذ يفتح يديه في رمضان كرما وصدقة وعطاء سخيا للفقراء ولكل مستحق .

 

إنهما الخطوتان الأوليان لمن أراد أن يحسن الابتداء ...