قلوب حزينة في استقبال رمضان
28 شعبان 1438
خالد مصطفى

بعد أيام قليلة يستقبل المسلمون في شتى أنحاء العالم شهر رمضان الكريم, وهو شهر ينتظره المسلمون كل عام بفرح وسرور لما فيه من الخير العظيم, ولكن في نفس الوقت يوجد عدد كبير من هؤلاء المسلمين يعيشون أوضاعا مأساوية جراء الظروف التي يمرون بها في بلادهم وهو ما يلقي بظلاله على بقية المسلمين الذين يشعرون بالحزن على إخوانهم..

 

في الوقت الذي يستعد فيه ملايين المسلمين لاستقبال شهر الصوم والمغفرة والقيام وقراءة القرآن هناك من المسلمين من لا يجد بيتا يؤويه أو شربة ماء نظيفة أو طعام يسد رمقه ورمق أولاده..

 

فملايين السوريين لا يزالون ومنذ سنوات يعيشون تحت القصف والحصار دون حدوث تقدم يذكر من أجل رفع معاناتهم رغم كل الوعود التي يسمعونها من هنا أو هناك طوال الوقت..

 

الجديد هذه المرة في قضية اللاجئين السوريين هو وضع العالقين منهم على الحدود بين المغرب والجزائر في صحراء جرداء لا يملكون فيها سوى مخيمات مصنوعة من القماش اقتلعتها الرياح العاتية التي شهدتها المنطقة مؤخرا وسط رفض المسؤولين في المغرب والجزائر للتدخل لحل الأزمة والاكتفاء بتبادل الاتهامات والتنصل من المسؤولية, وكانت الضحية في النهاية أطفال ونساء لا ذنب لهم فيما يدور من خلافات سياسية بين الدولتين...يأتي الشهر الكريم أيضا وسط مزيد من التعنت من قبل السلطات الصينية المحتلة لتركستان الشرقية حيث منعت عددا من الأسماء الإسلامية وفرضت قيودا جديدة على المسلمين وبدأت بجمع الحمض النووي لهم بحجة "مواجهة الإرهاب والتطرف" بالإضافة للقيود القديمة على الصلاة والصيام في الشهر الكريم...غير بعيد عن تركستان الشرقية ما زال المسلمون في ميانمار يواجهون سياسة قمعية فجة من السلطات التي ترفض الاعتراف بهم كمواطنين..

 

ومؤخرا عادت وتيرة الحرق والقتل في مناطق المسلمين الروهينغيا مع غياب لأي إجراءات حكومية لحماية المسلمين ورفض من السلطات للاعتراف بالجرائم التي تقع في حقهم رغم دعوات الأمم المتحدة لإجراء تحقيقات شفافة...

 

ومع كل ذلك نزح عشرات الآلاف من الروهينغيا إلى بلاد مجاورة هربا من القمع حيث يعيشون في ظروف مأساوية ويتم التنكيل بهم في بعض هذه البلدان ويتعرضون للسجن أحيانا بحجة أنهم وصلوا بطريقة "غير قانونية" كما يواجهون عصابات تتاجر في البشر خلال نزوحهم..

 

كما يتعرض المسلمون السنة في إيران والعراق لموجة واسعة من الاضطهاد والتضييق عليهم من أجل ترك أوطانهم أو القبول بالعيش في ذل ومهانة تحت حكم طائفي يرفض الاعتراف بحقوقهم وأبسط ما يقوم به هذا الحكم الجائر هو الزج بالشباب من أهل السنة في المعتقلات ووصمهم "بالإرهاب" والحكم عليهم بالإعدام أو بالسجن لفترات طويلة دون محاكمات عادلة, كما يتم فرض قيود على أئمتهم وعلمائهم حتى لا يجاهرون بكلمة الحق ضد الممارسات العنصرية....

 

في نفس الوقت لا زال المسلمون في اليمن يرزخون تحت وطأة عنف الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يواصلون قصف المدنيين وتفجيرهم بالألغام الأرضية التي زرعوها في مناطق عديدة في البلاد, والجديد في المأساة هو انتشار الكوليرا جراء تدهور الأوضاع الإنسانية ورفض الحوثيين دخول المساعدات الإنسانية أو الاستيلاء عليها وتوزيعها على عناصرهم...

 

ولا يمكن في هذا المقام نسيان المسلمين الذين يعيشون في الغرب حيث يمرون بأوضاع قد تكون الأصعب في تاريخهم الحديث حيث تنتشر التفجيرات العشوائية هنا وهناك ويتم توجيه أصابع الاتهام للمسلمين بشكل عام وتزداد التصريحات التحريضية ضدهم حتى وصلت في السنوات الأخيرة لسيل من القوانين المقيدة لحريتهم في ممارسة عباداتهم, وارتفاع ملحوظ في الجرائم العنصرية ضد المساجد وضد الأشخاص وانتشار دعوات تطالب بطردهم أو حصارهم ومراقبتهم وعزلهم وتعرضهم للاعتقالات العشوائية.