فضائية الآن تحرِّض على 3 ملايين سوري في إدلب: ماذا تركتم للشبيحة وصبيان خامنئي؟
27 شعبان 1438
منذر الأسعد

غريب كل الغرابة أن تتورط فضائية الآن في فضيحة مكتملة الأركان، فبينما تزعم أنها تناصر ثورة الشعب السوري، تبث برنامجاً يحرِّض على قتل أكبر تجمع لمن بقي من الشعب السوري في الداخل؟

 

يصوِّر البرنامج مدينة إدلب وريفها مثلما تزعم أبواق طاغية الشام، على أنها تورا بورا سوريا، وأن السيطرة فيها بيد تنظيم القاعدة، وأن التصوير بالجوال ممنوع وجزاء من يفعل ذلك القتل، وأن النصارى مضطهَدون.....

 

وما يؤكد خبث القناة أنها لم تبث برنامجها الإجرامي -وعنوانه: مهمة سرية في إدلب!!- إلا بعد ترجمته إلى الإنكليزية!!!!!

 

وجه الغرابة يتعلق بالتوقيت.. فقد تمايزت الصفوف منذ سنوات وانتهت حتى خرافة الإعلام الذي كان يدَّعي الموضوعية ليخفي تأييده الضمني لحلف القتلة، ثم اضطرته الأحداث إلى أن يصبح بوقاً غير رسمي لنيرون العصر الحديث بشار حافظ "إسرائيل"!

حدث ذلك مع بي بي سي ثم فرنسا 24 و.......

 

الكذب 100%

كان مقتل القناة في رأيي أن برنامجها الخبيث خلا من أي جملة صادقة.. وبذلك تفوقت على الشيطان في الحقد لكنه حقد غبي، لأن النفس الإنسانية لا تتقبل الشر "الصافي" المطلق (ذلكم هو الوضع السوي لدى أكثرية البشر دائماً والعكس نادر جداً فلا حكم له).

 

وتصدى الإعلام السوري الحر لأباطيل السموم التي بثتها فضائية الآن، لغاية يتعذر الجزم بها حتى اللحظة.

 

ومن خلال الردود يتبين حجم السقوط الأخلاقي المدوي للقناة، وهو سقوط تأكد بموقفها اللاحق، فلم تعتذر ولم تبرئ ساحتها وتحصر الجناية في خطأ فردي مثلاً..

 

وقد أبدع في الرد الإعلامي السوري الـمُعَارض المشهور موسى العمر، حيث بث مقطعاً موثقاً على موقع يوتيوب، سدد فيه ضربات قاضية على برنامج الدجل المشار إليه.

 

سخر العمر في البداية من أسطورة "السبق الصحفي" الذي تشدقت به "الآن" في وصفها لبرنامجها المهزلة الوحشية.

 

وأوجز تفنيده لأراجيف البرنامج في بضع نقاط قوية،فجميعها مهنية وموضوعية.
ومنها:
-في إدلب أكثر من 100 صحفي وناشط كثير منهم يعادون الذين تصفونهم بأنهم قاعدة!!

 

-ليس هناك مسيحي واحد تمت مصادرة منزله.. والمنازل التي صودرت هي منازل الشبيحة فقط ومعظمهم ينتسبون أصلاً إلى عائلات من أهل السنة!!

 

-الادعاء أن من يصور بجواله هناك يُقتل فرية بائسة والمقاطع التي يبثها الناس من محافظة إدلب بالمئات يومياً!!

 

-موضوع المقاتلين من التركستان: أهي مصادفة أن أكاذيب القناة عنهم جاءت بعد أيام من كذب بشار عنهم.. علماً بأنهم لا يتبعون أي فصيل سوري!!

 

-أكثر الصور واللقطات في البرنامج قديمة وبعضها يعود إلى سنتين ونصف سنة!!

 

-لا يوجد أي حاجز الآن مكتوب عليه تنظيم القاعدة

 

-(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم......) حديث نبوي وليس كما زعم البرنامج الغبي أنه من أقوال أيمن الظواهري

 

-ادعاؤهم أن فريقهم السري المزعوم بقي يصور 3 شهور وهذا كذب مكشوف فالجميع يصورون هناك!!

 

-من حقكم أن تعادوا تنظيم القاعدة ولكن بمنطق وحقائق لا بأكاذيب

 

-معبر خربة الجوز مغلق منذ سنتين ولم تسيطر عليه النصرة البتة

 

-ادعاء أن معرة النعمان فقط ضد القاعدة كذب فليس لتنظيم القاعدة وجود في الشمال السوري كله.

 

- ما أسخف اعتراضكم على تسمية مسجد باسم عيسى عليه السلام واعتبار ذلك تطرفاً!!

 

-الجيش الحر ما زال موجوداً وهو يتحرك من ريف حماة إلى إدلب ولا أحد يتعرض له

 

-لم تنقلوا عظمة هذا الشعب وثباته وقدرته على البقاء رغم القصف الإجرامي الروسي والأسدي..فأين أنتم عن تشريد العرب من مناطق ملاحدة الكرد؟

وأين أنتم عن فرق القتل الطائفية المؤيدة للطاغية؟

 

اقصفوها ماذا تنتظرون؟

خصصت قناة أورينت حلقة من برنامجها اليومي: هنا سوريا، لدحض أكاذيب "الآن" بعنوان: كيف يهدد الإعلام حياة 3 ملايين مدني بصور مُركبة؟ وتحدث في الحلقة كل من:

أنس تريسي: مراسل أورينت نيوز في إدلب
حافظ قرقوط: كاتب صحفي /من غازي عنتاب
نور حلاق: ناشط مدني في إدلب

 

ونسف الضيوف الثلاثة أراجيف "الآن" بالأدلة الناصعة القاطعة!! ولا يمكن تصنيف أورينت ولا ضيوفها ضمن الاتجاه الإسلامي في أكثر درجاته اعتدالاً بحسب التصنيفات الشائعة.. فهم جميعاً علمانيون!!

 

وكتب مالك أورينت غسان عبود بنفسه يعرِّي البرنامج السفيه.. ومما قاله: في إدلب تنتشر القنوات التلفزيونية عبر الصحون اللاقطة، وهناك مراسلون وناشطون بالمئات يحملون هواتف نقالة وأجهزة بث في كل مكان، أورينت تعمل بحرية كبيرة في المنطقة، وحتى قناة الآن لديها 4 مراسلين!؟

 

الممنوع في إدلب يتعلق بالهواجس الأمنية وخوفأً من أن يلتقط المراسلون صور معسكرات أو مقرات أو حواجز خوفاً من أن يتهموا لاحقاً بأنهم يصورون المنطقة لضربها أو لتقديم إحداثيات للنظام، عدا هذا الهاجس الأمني يعمل تلفزيون أورينت وغيره في المنطقة بحرية غير موجودة في مناطق سيطرة أسد ومليشياته المتحالفة! والطيران الروسي!!

 

وأضاف عبود: في ظل وجود أكثر من 300 صحفي في المنطقة هل يمكن الحديث فعلا عن سبايا وبقية الترهات وأصلاً المقاتلون من كل الكتائب غالبيتهم من سكان إدلب، عدا التركستان وهؤلاء فصيل منضبط، وحتى أكثر عقلانية من معظم الفصائل الموجودة وهو لعب أدواراً في فض اشتباكات بين هذه الفصائل؟!

 

وختم الرجل مقاله المنطقي بقوله: ان قناة الآن دخلت من منطق أنها ليست معادية للثورة السورية وهي تعرض بشكل منتظم لمعاناة السوريين وهي موجودة في مناطق المعارضة وتعرض تقارير إنسانية عن المعاناة من القصف ووحشية النظام لذلك تبقى المشكلة معها أسوأ مما لو ورد هذا الوثائقي على بي بي سي أو قناة الميادين... لمن يعقل ويعدل!

 

رأي مختصر

الإعلامي والناشط المعروف هادي العبد الله لخَّص استياءه من برنامج "الآن" بقوله: تقرير قناة⁦ "أخبار الآن" الأخير عن إدلب سقطة كبيرة مليئة بالكذب والتدليس والأخطاء!‬‬‬

 

ما كنا نتمنى من قناة ناصرت ثورة سوريا أن تُسقط نفسها بهذا الشكل.

 

‫التقرير يصوّر كذباً إدلب على أنها مدينة سوداء سكانها مناصرون للقاعدة ويعطي شرعية للأسد وحلفاؤه "مع أنهم ليسو بحاجتها" لإبادة كامل إدلب‬‬‬‬.

 

‫إدلب خضراء وستبقى.. وأهلها والساكنون فيها قاوموا ومازالوا إجرام "الأسد وحلفاؤه وداعش وشبيهاتها".. هم الثورة.. هم الأحرار‬‬‬‬.

 

‫يتوجّب على قناة أخبار الآن التي ناصرت الشعب السوري فيما مضى الاعتذار للسوريين عموماً وأهل إدلب خصوصاً عن الأغلاط الفادحة والأكاذيب التي حواها التقرير‬‬‬‬.