"مجرم الحرب" الذي تتمسك به إدارة "ترامب"
8 رجب 1438
خالد مصطفى

منذ وصول إدارة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وهي ترفع شعار "محاربة الإرهاب" وتركز على مفهوم محدد يخلط الإسلام "بالإرهاب" بشكل تعسفي, ويركز على مناطق محددة وجماعات بعينها مع تضارب في التصريحات التي تخرج من المسؤولين في هذه الإدارة...

 

منذ أيام أكد البيت الأبيض الأمريكي، أن زوال رأس النظام السوري بشار الأسد، لم يعد ضمن أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة...وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، رداً على سؤال صحفي حول موقف الرئيس دونالد ترامب من شرعية الأسد، إن "هناك واقع سياسي علينا أن نتقبله، عندما يتعلق الأمر بما هو الوضع عليه الآن (في سوريا)"...

 

وأضاف "لقد أضعنا الكثير من الفرص منذ عهد الإدارة السابقة (برئاسة باراك أوباما) فيما يتعلق بالأسد"... وجاء ذلك بعد يوم واحد من تصريحات المبعوثة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة هيلي، التي أكدت فيها إن "أولوياتنا لم تعد التركيز على إزالة الأسد، رغم أننا نعلم فظاعة (ممارسات) النظام السوري"...العجيب أن بعد هذه التصريحات الصادمة خرجت نفس المسؤولة لتقول «إن الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب وإن شعبه لا يريده في السلطة ولا يريده حتى أن يترشح في أي انتخابات مقبلة»...

 

وقالت هايلي، خلال مؤتمر صحفي، «إن الأسد يعرقل السلام منذ أمد بعيد، والطريقة التي يعامل بها السوريين مقززة»...هذا التناقض المستفز من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة التي يقف على رأسها رجل متعصب يعادي المسلمين ويرفض قبولهم في بلاده؛ أدى إلى إفساح الطريق أمام "مجرم الحرب" بشار الأسد لكي ينفذ المزيد من المجازر ضد المدنيين الأبرياء وآخر هذه المجازر ما جرى اليوم في ريف إدلب حيث قصف النظام  بلدة خان شيخون بإدلب، مما أسفر عن 100 قتيل على الأقل و350 جريحا...وقال ناشطون سوريون: إن مروحيات النظام ألقت براميلا متفجرة تحوى غاز السارين نجم عنها حدوث حالات اختناق فى صفوف مدنيين بينهم نساء وأطفال...

 

وبث ناشطون سوريون صورا وفيديوهات تكشف حجم الجريمة المروعة التي جرت اليوم وراح ضحيتها العشرات من الاطفال والنساء...هذه الصور ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فدماء المسلمين وصور قتلاهم حتى لو كانوا من الأطفال الأبرياء لم تعد تهز مشاعر الغرب وخصوصا هذا الرجل القابع في البيت الأبيض الذي لم تعد من أولوياته إزاحة الأسد عن الحكم بل التعاون معه من أجل محاربة تنظيم داعش الذي رغم جرائمه الكبيرة لا يمكن مقارنتها بحجم واتساع جرائم نظام الأسد المدعوم من دول بحجم إيران وروسيا ومليشيات مثل مليشيات "حزب الله" اللبناني والحشد العراقي...

 

رتب الغرب لعدة جولات للتفاوض مع نظام الأسد ولكنه لم يستخدم ولو لمرة واحدة ضغوطا حقيقية عليه لكي يتوقف عن قتل الأطفال والنساء فما هي الرسالة التي يمكن أن تصل للشعوب العربية والإسلامية من هذا الوضع المأساوي؟! ألم يفكر الغرب ولو قليلا أن ترك الأنظمة الاستبدادية في مواقعها رغم جرائمها هو أول أسباب انتشار العنف والأعمال "الإرهابية" أم أنه يغض النظر عن هذا الأمر لأسباب أخرى ؟!