10 ربيع الأول 1439

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يكتب لكم الأجر.. عندي في الحلقة عدد كبير في عمر الشباب، عندهم عزوف عن التحفيظ وطلب العلم بعكس الرحلات والبرامج الترفيهية فهم يسارعون إليها!

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

عادة الناس حب الترفه، والبعد عن المسؤوليات، والهروب مما يحتاج التركيز والجدية، وإقبالهم على قضاء الأوقات في الصحبة، والسياحة، والأمور الخفيفة والأعمال البسيطة.

خصوصا إذا وجد الشخص نفسه بين مجموعة طيبة لا يرتكبون الآثام، بل يترفهون في حدود المباح..

وللأسف الشديد فإن شبابنا مبتلى بحب تضييع الأوقات والترفه والبعد عن جاد الأمور..

 

ولعل لذلك أسباباً من أهمها:

افتقاد الإطار الجاد للعمل ككل، فلئن جاء الشاب للحلقة القرآنية أو للمتابعة التربوية فوجد برنامجاً جاداً، وضوابط متزنة، وترتيبات حقيقية، فستجده يبدأ في التأثر بذلك.

 

والحقيقة أن الغربيين ليسوا عباقرة كما نظنهم، لكنهم جادين، ينتظمون في مسلك النظام القوي للعمل والإنتاج فينتجون وينجحون، ولو تركوا الجدية واهتموا بقضاء الأوقات لفشلوا..

 

كذلك يمكن أن يكون من أسباب عدم جديتهم افتقاد نموذج القدوة لهم، من معلم، أو مرب، أو مرشد، أو داعية، فكثيراً ما يشكوا المتابع عدم جدية مَن معه مع أنه لو نظر لنفسه لوجد نفسه مشتتاً متفرق الهمة غير جاد!

 

ويمكن أن تكون طرائق التدريس غير جذابة، وأسلوب التعليم معتمداً على التلقين فيملهم ويثقل عليهم، فيفرون منه إلى الترفيه وقضاء الأوقات.

 

ويمكن كذلك أن تكون مشغولياتهم ثقيلة في أعمالهم وبيوتهم ومسؤولياتهم، فيكونون بحاجة كبيرة للترفيه والرحلات وقضاء الأوقات مع انشغال عما يحتاج تركيزاً وحفظاً ودراسة.. وهكذا.

- فعليك أن تقوِّم ما ذكرته لك، فتجعل للعمل عندك ضوابط معروفة ومحفوظة.

 

- وعليك أن تضع خطوطاً وترتيبات واضحة يسير فيها الشاب تلقائياً وبلا صعوبات نحو العلم والحفظ.

 

- وأن تراجع أعمالك وإنجازاتك على المستوى الشخصي، فلا يصح أن يكون المربي يقول ولا يعمل!

 

- وأن تضع خطة دراسية وخطة ترفيهية، وتعلن عنهما معاً، وتوفق بينهما توفيقا يحبه الناس.

 

- وأن تستضيف لهم شخصيات متميزة توصل لهم مفاهيم الجدية والإيجابية.

 

- وأن تبتكر الطرائق المختلفات للجذب.

 

- وأن تهتم بتعريفهم بالأجر والثواب وتقوم باستثارة النفوس والهمم للعلم.

 

- وأن تتابع ظروفهم الشخصية، وتعرف أحوالهم وأخبارهم، فتفهم سبب التقصير.

وفقك الله.