أكد سفير كيان الاحتلال الصهيوني في مصر، ديفيد جوفرين، أن العلاقات بين سلطات الاحتلال والقاهرة تشهد تحسنا مستمرا في ظل نظام عبد الفتاح السيسي، في وقت باتت فيه القضية الفلسطينية على هامش جدول الأعمال القومي المصري، وفق تصريحاته.
ووفق ما أدلاه جوفرين من تصريحات خلال كلمة ألقاها في "معهد أبحاث الأمن القومي" بجامعة تل أبيب، الليلة الماضية، فإن تغييرات كبيرة طرأت على نظرة المصريين لإسرائيل خلال السنوات الأخيرة، وذلك يشمل الإعلام وأوساط الأجيال الشابة في مصر، على حد قوله.
وقال "إن العلاقات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وثيقة، وتقوم على الثقة والاحترام المتبادل".
وأوضح أن العلاقات بين الجانبين تعتمد إلى حد كبير على الجانب العسكري، مضيفا "من أجل تثبيت السلام، فإنه يجب أن يقوم على قاعدتين؛ الأولى عسكرية؛ والثانية مدنية اقتصادية. والدمج بين الاثنتين يضمن بقاء التعاون على المدى البعيد بين الطرفين".
وبحسب السفير؛ فإن الحكومة المصرية تفضل عدم التعاون المدني الاقتصادي مع إسرائيل لأسباب "سياسية داخلية".
وبيّن أن "التعاون المدني بين إسرائيل ومصر تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة، بسبب الربيع العربي، وبسبب اقتحام سفارة تل أبيب في القاهرة".
وأضاف "في السنوات الأخيرة حصل تغيير معين في مدى ارتباط العلاقات بين "إسرائيل" ومصر بالتقدم في عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، وخاصة في وسط الشباب؛ فالأجيال الشابة لم تشارك في أي قتال مع "إسرائيل"، وفي الوقت نفسه فهي منكشفة لوسائل الاتصال الحديثة، كما أن القضية الفلسطينية أصبحت في السنوات الأخيرة على هامش جدول الأعمال القومي في مصر"، كما قال.
وأشار سفير تل أبيب في القاهرة إلى تغيير آخر يتصل بطريقة تعاطي الإعلام المصري مع الاحتلال، والتي وصفها بأنها "أكثر موضوعية".
وتابع "المقالات النقدية السامة، والرسومات الكاريكاتورية اللاسامية تراجعت مقارنة بسنوات التسعينيات. وإذا استمر هذا الاتجاه فإن ذلك سوف يؤثر إيجابا على النظرة لإسرائيل (...)، كما لاحظت مؤخرا براعم تغيير بكل ما يتصل بالتثقيف على السلام في مصر بعد سنوات كانت فيها شيطنة إسرائيل جزءا من سياسة الحكومة الرسمية".
من جهته، وصف سفير مصر لدى الاحتلال، حازم خيرت، العلاقة بين الجانبين بالـ "مستقرة".
وقال إن كل قنوات الاتصال مفتوحة، وإن التعاون الوثيق يساعد في الحفاظ على الاستقرار ومكافحة الإرهاب (...)، ومصر معنية بتطوير العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، وعقد اجتماع مجددا للجنة الثلاثية الأميركية - الإسرائيلية - المصرية التي تعمل بهذا الشأن".
