هل ينهار النظام الإيراني؟
5 جمادى الثانية 1438
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

بدأت أصوات من داخل النظام الإيراني تحذر من مخاطر قوية تهدده, مع تزايد التحديات التي يواجهها في وقت يصر النظام على مواصلة مغامراته الخارجية ومحاولة توسيع نفوذه في المنطقة وبث التوتر في عدد من دول الجوار..

 

العديد من الأزمات الداخلية أصبحت تعصف بنظام طهران في الفترة الماضية ومن أهم هذه الأزمات أزمة الفساد التي ازدادت حدتها بشدة  حتى أكد الجنرال محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، على أن نظام بلاده على وشك الانهيار من الداخل بسبب الفساد وسوء إدارة البلاد...

 

وقال رضائي: إنه على "مسؤولي النظام أن يلتفتوا إلى الداخل بقدر ما يولون أهمية لتوسع نفوذ إيران الإقليمي"...ولفت أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني إلى أن إيران "قد تبدو دولة ما قوية، لكنها عمليا على وشك الانهيار من الداخل"، مشيرا في معرض حديثه إلى انهيار الدولتين الصفوية والقاجارية في إيران بعد أوج قوتهما, على حد وصفه...وأضاف "في داخل إيران تعتبر سوء الإدارة والفساد والانحرافات كقنابل موقوتة حيث إذا لم نواجهها سننهار من الداخل"...

 

من جهته, أكد السياسي الإيراني والمرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، أحمد توكلي، على أن النظام في إيران لن يسقط بانقلاب أو هجوم عسكري أو ثورة مخملية، بل إن استشراء الفساد هو ما سيؤدي إلى إسقاط هذا النظام...وأشار توكلي إلى أن الفساد مستشر في كافة مؤسسات الدولة بما فيها اللجان الرقابية....

 

ومن هذه الأزمات الخطيرة التي يواجهها النظام الإيراني كذلك, الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تضغط بشدة عليه مع تدهور أسعار النفط والأموال الهائلة التي ينفقها من أجل الدفاع عن نظام الأسد في سوريا ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن ومليشيات حزب الله في لبنان وبقية المغامرات التوسعية في المنطقة وهو ما جعل البلاد تشهد مظاهرات غير مسبوقة تطالب بوقف نزيف الأموال خارج حدود البلاد والنظر للأوضاع الصعبة التي يعيشها الملايين من المواطنين في الداخل مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة؛ فقد أشار إسحاق جهانجيري نائب الرئيس الإيراني، إلى أن نحو 500 ألف شخص يضافون إلى العاطلين عن العمل بالبلاد سنوياً، مؤكداً الحاجة الماسة لتوفير 600 ألف وظيفة كُلّ عام...

 

واعترف جهانجيري، بأنه لا حل أمام الحكومة لحل أزمة البطالة إلا بفتح المصانع التي أُغلقت نتيجة السياسات الخاطئة التي انتهجتها حكومة روحاني, على حد قوله...من جانبه، قال عضو هيئة التدريس بجامعة فاطمة الزهراء بطهران، حسين راغفر: إنّ الفقر وعدم المساواة والفساد واستنزاف الموارد وفشل صناع القرار بالحكومة فاقم أزمة البطالة في إيران...ووفقاً للإحصائيات الرسمية، فإن عدد خريجي الجامعات العاطلين عن العمل في إيران فاق المليونين و 900 ألف شخص في 2016، فيما توقع مركز أبحاث البرلمان الإيراني أن يتضاعف العدد بحلول 2020...

 

وكان تقرير لوسائل الإعلام الإيرانية عن سكان القبور قد أثار حالة واسعة من الغضب في البلاد ومطالبات بضرورة البحث عن حل سريع تفاديا لاضطرابات شديدة قد تشهدها البلاد...كذلك يواجه نظام طهران انتفاضة واسعة في المناطق التي يحتلها في الأحواز وبلوشستان جراء القمع والاضطهاد والعنصرية والتهميش ومحاولات تغيير التركيبة السكانية..

 

ويبدو أن نظام طهران لم يعد يستوعب التغيرات الحادثة في مجال الإعلام حيث لم يعد في الإمكان إخفاء الغضب والقمع الذي وصل إلى حد إطلاق النار عشوائيا على الأبرياء وهو ما رآه الملايين بالصوت والصورة على مواقع التواصل, بعد أن كان النظام يخفيها في عصر ما قبل الإنترنت... الغضب يتسع في إيران شيئا فشيئا وتجاوز حدود مناطق محددة, وأصبح أكبر بكثير مما يتخيله النظام في حالة تشبه إلى حد بعيد حالة عدد من الدول العربية قبيل انطلاق الربيع العربي.