"ربة البيت"...والتشويه المتعمد
4 جمادى الثانية 1438
تقرير إخباري - محمد الشاعر

لم يتعرض مصطلح للتشويه المتعمد من قبل أعداء الإسلام كما تعرض له مصطلح "ربة البيت" , سواء من خلال محاولة تقزيم هذه المهمة العظيمة للمرأة عموما وللمسلمة على وجه الخصوص , أو من خلال توجيه سهام الغمز واللمز بهذه المهمة بتصوريها في وسائل الإعلام بأنها مهنة من لا عمل لها من النساء , ناهيك عن محاولة تعميم النظرة الدونية لهذه المهنة في المجتمعات الإسلامية .

 

 

 

قاد حملة التشويه تلك أعداء الإسلام في الغرب وأزلامهم وأتباعهم في الشرق , واستطاعوا في الحقيقة زرع هذه الفكرة الباطلة والخاطئة في أذهان المنبهرين بمدنيتهم من أبناء المجتمعات الإسلامية , والذين قاموا بدورهم بترويج تلك الفكرة على أنها السبب الرئيسي المزعوم لتخلفهم , وأن الاعنتاق منها هو سر تقدمهم وتطورهم ولحاقهم بركب المدنية الغربية .   

 

 

 

العجيب في الأمر هو إصرار المتبنين لـ تشويه مصطلح "ربة البيت" في الدول العربية والإسلامية على جريمتهم رغم افتضاح مرامي الغرب وأهدافه من وراء مصطلح  "تحرير المرأة" , وكشف حقيقة شعاره الملغوم "مساواة المرأة بالرجل" , الذي تبين – بالدليل الموثق – أنه لم يكن سوى وسيلة لإشباع شهوات الرجل الغربي , وطريقة لاستغلال المرأة وامتهانها بل واستعبادها .

 

 

 

لا أظن أن وقت القارئ الكريم يتسع لسرد مئات التقارير والإحصائيات التي تتحدث عن هول وفظاعة ما تتعرض له المرأة – التي تم تحريرها هناك حسب زعمهم ولم تعد ربة منزل - في الدول الغربية من عنف يصل إلى حد القتل , ومن امتهان يصل إلى درجة الاستعباد...... ويكفي أن أذكره بحادثة النسوة اللاتي جرى تحريرهن من العبودية في بريطانيا العام الماضي ، حيث نشرت وسائل الإعلام نبأ تعرض ثلاث نساء للاحتجاز مدة ثلاثين عاما في منزل "لندني" قبل أن يكتشف أمرهن ، في حادثة وصفها الإعلام الغربي بأنها "أسوأ حادثة عبودية" في تاريخ العاصمة البريطانية .

 

 

 

لا أعتقد أن موقع المرأة العربية (لها أون لاين) الذي يعتبر أحد أكبر المواقع النسائية العربية التي تخاطب المرأة , ويعنى بنشر الوعي في الجوانب الشرعية والتربوية والاجتماعية والفكرية والثقافية ومقره في الرياض ...... كان بحاجة لإطلاق حملة مساء أمس الأربعاء لإعادة الاعتبار لدور المرأة في بيتها تحت عنوان #ربة_البيت_الوظيفه_المهمشه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المختلفة ....لو لم تكن هناك بقايا من ذلك التشويه المتعمد لمهمة المرأة المسلمة الرئيسية كـ "ربة منزل" في المجتمعات الإسلامية .

 

 

 

هدف الحملة حسبما أكدت الدكتورة رقية بنت محمد المحارب، المشرفة العامة على الموقع هو : إعادة الاعتبار لدور المرأة في بيتها؛ أما وزوجة وراعية لبيتها، في ظل الجهود المبذولة لتهميش مؤسسة الزواج ، والسعي المحموم لتغيير دورها ، وتهميش العمل العظيم الذي تقوم به، دون التقليل من دورها وعملها خارج البيت.

 

 

 

وأوضحت "المحارب" أن الحملة يشارك فيها نخبة من الكتاب والإعلاميين والمواقع الإعلامية، فضلاً عن حسابات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعية , مشيرة أنها تأتي في إطار المشاركة بدور فعال وإيجابي في المجتمع، والعمل المجتمعي الجماعي الهادف.

 

 

ودعت الدكتورة المحارب المشاركة في الحملة من خلال  كتابة مقالة صحفية، أو نشر أخبار عن الحملة، والمشاركة في هاشتاق الحملة، والحديث عنها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعية , كما قال موقع "لها أون لاين" عبر حسابه في "تويتر": إن تغريدة في وسم  #ربة_البيت_الوظيفه_المهمشه تعيد الإشراق لها. مشاعرنا، أحاسيسنا، حبنا. نعبر عنه لنسعدها !!

 

 

 

وسم الحملة #ربة_البيت_الوظيفه_المهمشه حظي باهتمام كبير من قبل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي , وغرد الكثير منهم لبيان عظيم المهمة التي تقوم بها المرأة كـ "ربة منزل" , وأثر تلك المهمة الإيجابي على المجتمع المسلم , والتقدير والتكريم الواجب على المجتمع للمرأة الملتزمة بذلك الدور .

 

 

أ . د . عيسى الدريبي أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود غرد تحت الوسم بالقول : أعظم دورتقوم به المرأة هو:بناء الأجيال وتفرغها لذلك رسالة عظيمة. وأقل حقوقهاهو: تقديرها من زوجها وأهلها ومجتمعها .

 

 

بينما أعاد أ . د . عبد العزيز الفوزان تغريدة حساب "درة مكنونة" التي تقول : يقول مستشرق : لكي تهدم اﻷسرة عليك بتغييب دور (اﻷم)! ....اجعلها تخجل من وصفها "ربة بيت"!  ........... نقول له : "هن أعمدة البيوت"!

 

 

أ . د . عمر المقبل أستاذ الحديث بجامعة القصيم غرد على حسابه بتويتر : سلوا الأولاد والأزواج عن مشاعرهم إذا رجعوا من دراستهم ووظائفهم ووجدوا ربة البيت تستقبلهم بابتسامة ونفس منشرحة.

 

 

كما غرد علي عمر بادحدح بقوله : من نحن بدونها، وهل كان من الممكن أن نصل إلى ما وصلنا إليه من علم وعمل، وتربية وخلق، وتماسك وترابط، حقاً للأسف #ربة_البيت_الوظيفة_المهمشه .

 

 

لا شك أن حملة من هذا النوع سيكون لها أثر إيجابي في كشف حجم التشويه الذي تعرض له عمل المرأة الأهم في بيتها , و الذي كان سببا في ضرب بنيان التماسك الأسري الذي امتازت به المجتمعات الإسلامية منذ بزوغ نور رسالة الإسلام فيها .

 

 

إلا أن ذلك الأثر الإيجابي سرعان ما قد يتلاشى مع مرور الزمن و مع زيادة الحملات التغريبية الشعواء لإبعاد المرأة المسلمة عن مهمتها الأعظم في بيتها ......إن لم يكن هناك استمرار في توعية المسلمين بأهداف أعداء الإسلام الخبيثة من وراء تشويه مصطلح "ربة منزل" , ودعم مادي ومعنوي لكل من يساهم في مواجهة الحملة التغريبية للمرأة المسلمة عموما .