أنا رئيس مسلم..
7 جمادى الأول 1438
خالد مصطفى

مرة جديدة ينتفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد العبارة الغربية التي انتشرت في السنوات الأخيرة على ألسنة مسؤولين بارزين وهي "الإرهاب الإسلامي" في وصف للهجمات التي يشنها مسلحون..

 

لقد كان موقف أردوغان واضحا ومؤثرا عندما كررت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذه العبارة الاستفزازية في لقائها الأخير مع الرئيس التركي في أنقرة حيث عمد إلى مقاطعتها قائلاً: "إن عبارة (الإرهاب الإسلامي) تؤلمنا بشكل كبير. إن عبارة كهذه لا يمكن استخدامها، هذا ليس عدلاً؛ لأنه لا يمكن الربط بين الإسلام والإرهاب"...

 

وأضاف: "أرجو عدم استخدام ذلك؛ لأنه ما دام الأمر على هذا النحو، فسنكون مختلفين بالضرورة. إذا التزمنا الصمت، فهذا يعني أننا نقبل بالأمر. لكنني كمسلم وكرئيس مسلم، لا أستطيع القبول به"...العجيب أنه رغم اعتراض أردوغان على العبارة عادت ميركل إلى تكرارها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم...

 

هناك إصرار قوي من الغرب على إلصاق "الإرهاب" بالإسلام ووصم المسلمين "بالإرهاب" ويتم ترجمة التصريحات التي يطلقها المسؤولون الغربيون عن الإرهاب بإجراءات عصبية وعنصرية تقوم بها الحكومات ضد المسلمين وهو ما جعل أردوغان يغضب بشدة من التصريحات لأنها لا تقف عند الأقوال ولكن يتم تطبيقها بشكل تعسفي على أرض الواقع مما يسبب معاناة للملايين من المسلمين الذين يعيشون في البلاد الغربية ويتعرضون لأعمال عدائية بسبب هذه الفكرة الخاطئة التي يتم ترويجها عنهم..

 

ما يحدث للمسلمين مؤخرا جراء العبارات الخاطئة والأفكار المغلوطة التي يتبناها مسؤولون غربيون وصل إلى مداه مع تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب حيث بدأ عهده بحملة ضد المسلمين وقرر منع دخولهم إلى الولايات المتحدة الأمر الذي أثار حالة من الغضب لم تقتصر على أمريكا ولكن تجاوزها إلى العديد من الدول الأوروبية حيث انطلقت مظاهرات واسعة منددة بهذه الحملة الشعواء التي استهدفت الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون أوضاعا غاية في الصعوبة...

 

لقد تصاعدت حدة الكراهية تجاه المسلمين في الغرب بعد أن كانت تقتصر على الكلمات الحادة والاعتداء بالضرب وتدنيس المساجد إلى القتل كما جرى في كندا والتخطيط لتفجير المساجد كما تم الكشف عنه مؤخرا في أمريكا..

 

التطرف اليميني المتزايد في الغرب والذي يقوم به أشخاص يدينون "بالمسيحية" ويرتكبون من خلاله جرائم عنيفة لم يتم إطلاق نفس العبارات عليه من جانب الساسة والمسؤولين ولم يقل أحد منهم "الإرهاب المسيحي" كما لم يصف أحد ما يجري للمسلمين في ميانمار على أيدي الجماعات البوذية المتطرفة "بالإرهاب البوذي", فقط يتم إلصاق الإرهاب بالمسلمين مما يؤكد أن المخطط هو استهداف المسلمين ككل ووضعهم تحت ضغط..الفترة الحالية ومع وجود ترمب في البيت الأبيض تفتح الباب أمام اتخاذ المزيد من الإجراءات القمعية ضد المسلمين وتجاهل ما يتعرضون له من اضطهاد وإبادة جماعية الأمر الذي يتطلب الوقوف بحسم مع التصريحات والمواقف الخاطئة التي يطلقها مسؤولون غربيون يغض النظر عن تبريراتهم لها والتي لا تغير من الأثر السلبي  لهذه التصريحات..

 

إن المسؤولين الغربيين الذين يتورطون في إطلاق مثل هذه التصريحات يتحملون جزءا من المسؤولية عن الاعتداءات التي تطال المسلمين وتنامي الحركات العنصرية المتطرفة ويجب على المسؤولين في الدول العربية والإسلامية التعامل بشكل حاسم مع هذه العبارات ورفضها وتوضيح الحقائق الغائبة عن المجتمعات الغربية والتي أدت إلى حدوث التباسات واسعة وزادت من شعبية التيارات اليمينية.