وبدأ عهد "ترامب"
29 ربيع الثاني 1438
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

بدأ عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في ظل مخاوف جمة ليس فقط بين المسلمين في أمريكا وخارجها بل أيضا داخل أوروبا التي شهدت العديد من التظاهرات الاحتجاجية بعد توليه منصبه بشكل رسمي..

 

ترامب لم يمهل الكثيرين لتوقع ماذا هو بفاعل وهل سينفذ تعهداته التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية وأثارت الجدل أم سيتراجع؛ فقد بدأ ترامب عهده بتوقيع أمر تنفيذي ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية الأمريكية وأصر الرئيس الأمريكي على استرداد أمريكا تكاليف بناء الجدار من المكسيك، وقال الجمهوريون في مجلس الشيوخ إن الكونغرس الأمريكي سيمضي قدما في الخطة التي ستتكلف من 12 إلى 15 مليار دولار؛ مما دعا الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو لإلغاء زيارة لواشطن كانت مقررة الأسبوع المقبل للقاء ترامب...

 

وكان ترامب قد كتب تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر صباح يوم الخميس قال فيها :"إذا كانت المكسيك لا ترغب في دفع تكلفة الجدار اللازم بشدة، فمن الأفضل أن تلغي الاجتماع المقبل"...وقال شين سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض إنهم "يبحثون تحديد موعد جديد"، مضيفا أنهم "سيواصلون الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة"...

 

ويعد بناء جدار بطول 3200 كيلومتر بين الحدود الأمريكية والمكسيكية أحد التعهدات الرئيسية التي قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية...لم يكتف ترامب بإحداث صدام في أيامه الأولى مع جارته القريبة المكسيك بل أصدر مسودة قرار تبحث إعادة فتح السجون التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إي"، خارج الولايات المتحدة...كما يسعى القرار أيضًا، إلى مراجعة قواعد استجواب الاستخبارات المركزية للموقوفين والمتهمين، والتي قامت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بتقييدها إلى حد كبير...وفي 2006، اعترف الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، بوجود سجون سرية تابعة للاستخبارات الأمريكية، في دول عديدة حول العالم، مورست فيها أعمال الاعتقال السري والتحقيق، التي لم تحظر التشريعات الأمريكية استخدام التعذيب فيها...

 

وبالرغم من إغلاق تلك المعتقلات، إلا أن التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية، "إمنستي"، 2015/ 2016، أكد أن أياً من المسؤولين الأمريكيين لم يخضع للمحاسبة، ولم يقدم أي جبر للضرر لضحايا الجرائم، المشمولة بالقانون الدولي، التي ارتكبت في سياق برنامج الاعتقال السري لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية...

 

كذلك عبر ترامب، عن اعتقاده بأن أسلوب التحقيق عن طريق الإيهام بالغرق فعال، قائلا إنه "يجب أن نحارب النار بالنار", على حد وصفه...وقال ترامب :إنه سيستشير وزير الدفاع، جيمس ماتيس، ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي آي إيه)، مايك بومبيو فيما يمكن فعله لمكافحة ما أسماه بـ "التشدد"...

 

وأضاف, إنه إذا كانت "الجماعات المتشددة" تقطع رؤوس الناس في الشرق الأوسط "فإننا يجب أن نتعامل معها على نفس المستوى"...وأشار إلى أنه تحدث مع مسؤولين كبار في الاستخبارات "وسألتهم، هل الأسلوب فعال؟ هل التعذيب فعال؟ وكانت الإجابة "نعم، تماما".

 

لكن رئيس سي آي إيه السابق، ليون بانيتا، رفض ذلك وقال سيكون "خطأ كبيرا، أن نتخذ خطوة إلى الوراء" ونعود إلى التعذيب....وكانت المظاهرات قد عمت مدنا وولايات أميركية عدة احتجاجا على اعتزام البيت الأبيض وقف استقبال اللاجئين المسلمين ...

 

وهتف المتظاهرون في نيويورك وفيلادلفيا وفي ولاية بنسلفانيا ضد الرئيس دونالد ترمب واستنكروا نية تعليق التأشيرات لأشخاص من دول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قائلين : إنها تستهدف المسلمين وستجعل أميركا أقل أمنا...كما ندد حقوقيون مدافعون عن حقوق الأقليات بهذه الإجراءات، قائلين : إنها تضر بسمعة أميركا التي يجب أن ترحب وتستقبل المهاجرين من كل الفئات والأعراق والأقوام والدول...

 

 

وستمنع الإجراءات المزمعة دخول أي مهاجرين من سوريا والسودان والصومال والعراق وإيران وليبيا واليمن، ومن شمال أفريقيا ذات الغالبية المسلمة، إلى حين دراسة لوائح دائمة.