24 ربيع الثاني 1438

السؤال

بيوتنا المسلمة تشكو من الفصام بين الظاهر والحقيقي، فكثير ممن نراهم متدينين ملتزمين خارج البيوت نراهم بعيدين كل البعد عن روح الإسلام في بيوتهم ومع أبنائهم وزوجاتهم، فماذا برأيكم سبب هذه الظاهرة البائسة وبماذا تنصحون تجاهها؟!

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

أولاً اسمح لي أعترض على صيغة السؤال، فليس جميع بيوتنا تعاني بهذا الوصف كما جاء في السؤال، بل ربما يكون هذا الوصف سببه وقوع السائل في المشكلات، لكنني أقول أن هناك بالفعل مشكلات، لكن ليس في جميع البيوت، فكثير من البيوت أيضا تعيش حياة طيبة، أما حالات النقص فهي موجودة في البشرية كلها.

 

ثانيا: عند النظر للمشكلات، يجب ألا نستمع لطرف دون آخر، فقد يكون الشاكي هو سبب الشكوى الحقيقية.
وأنا دائما انصح الأخوات الشاكيات من بعض أزواجهن؛ لكثرة خروجهم وبعدهم عنهن، أنه لو وجد في بيته ما يدفعه للاستقرار فيه فلن يخرج إلا بسبب.

 

بعضهن يقلن: أنا ما قصرت في شىء، وأنا اقول لهن مجرد رؤيتك لنفسك بلا نقص أو بلا تقصير هو خطأ وقد يكون كذبا، فكما أنه لايوجد رجل غير مقصر، فكذلك لاتوجد امرأة غير مقصرة، فالتقصير من طبيعة البشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر"، وكذلك عن المرأة " تحسن إليها الدهر فإذا رأت منك شيئاً قالت لم أر منك خيراً قط"!

 

فعندنا أمران ههنا تصلح بهما البيوت: تهيئة البيت – وهو من اختصاص المرأة -، وتخويف الرجل بالله سبحانه في الإحسان إلى زوجته والصبر عليها.

 

أما في مثل ما ذكرت في سؤالك من حالة الانفصام هذه بين داخل البيت وخارجه، فيجب أن ننظر ما هو السبب الذي يجعله في الخارج له سلوك وفي الداخل له سلوك آخر..

 

فلكل سلوك دافع وسبب، وقد يكون ذاتيا مرضيا فنبحث عن علاجه الطبي، أو أن يكون خارجيا فنبحث عن علاجه البيئي.

 

وقد يكون العلاج من داخل الأسرة ذاتها، بمواقف إيجابية من الزوجة أو الأبناء، أو من أبيهم تجاههم، أو من نصيحة صادقة، أو من دعاء صالح..أو غيره

 

بعض الآباء يشتكي من أبنائه، بينما هو سلوكه في تعامله معهم خطأ، فلا بد من الحوار الهادئ، وإذا كان الآباء لا يحسنون الحوار، فليأتوا بمن يحسن الحوار ويحسن توصيل وجهة نظرهم لأبنائهم.

 

إن كل مولود من ابنائنا يولد على الفطرة، فدورنا رده إلى تلك الفطرة، يجب أن نعرف لماذا خرج عن الفطرة، وما هي تلك الاسباب، ولنبحث عن طريق إعادته إليها..