فرص نجاح محادثات "الأستانا"
19 ربيع الثاني 1438
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

لا يظهر في الأفق أن مؤتمر الأستانا الذي سينطلق الأسبوع المقبل من أجل بحث الأزمة السورية سيصل إلى حلول حاسمة؛ فمن البداية لم تتفق كافة الفصائل الثورية على المشاركة في المحادثات..

 

فقد خرجت الفصائل السورية في ختام يومها الخامس من اجتماعاتها المتواصلة في أنقرة بقرار منقسم بشأن المشاركة في لقاء أستانا وكشفت "شبكة شام" الإخبارية أن الستار قد أسدل على اجتماعات الفصائل بوجود فريقين، الأول موافق على حضور أستانا، والثاني معارض بسبب استمرار الخروقات، واعتبار روسيا دولة محتلة...

 

وتضم الفصائل المؤيدة: فيلق الشام، فرقة السلطان مراد، الجبهة الشامية، جيش العزة، جيش النصر، الفرقة الاولى الساحلية، لواء شهداء الاسلام، تجمع فاستقم، جيش الاسلام...

 

أما أبرز الفصائل المعارضة فتضم: أحرار الشام، صقور الشام، فيلق الرحمن، ثوار الشام، جيش إدلب، وجيش المجاهدين.. واختارت الفصائل الثورية رئيس الجناح السياسي لـ "جيش الاسلام" محمد علوش رئيسا لوفد المفاوضات, وقد أكدت الفصائل المشاركة علىأن تثبيت وقف إطلاق النار سيكون أبرز أولوياتهم في محادثات أستانا, وقالوا:إن وفدهم المفاوض سيذهب لأستانا بأرضية قانونية تتمثل في قرار مجلس الأمن رقم 2254، وما يتضمنه من إدخال للمساعدات للمناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين...كما سيطالب الوفد المفاوض الطرفَ الآخر بالالتزام الكامل بأول بنود الاتفاق الروسي التركي المتعلق بوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الداعم له...

 

وأفادوا بأنهم سيذهبون إلى أستانا "لتحييد الدور الإجرامي لـ إيران", واوضحوا أن المعارضة سترسل وفدا يشمل عسكريين ومستشارين قانونيين...وكانت "الهيئة العليا للمفاوضات" التابعة للائتلاف السوري المعارض، قد أكدت في بيان لها دعمها للوفد المفاوض في الاستانا، وأكدت تمسكها باستئناف مفاوضات الحل السياسي في جينيف دون شروط مسبقة....

 

قد يكون عدد الفصائل المشاركة في المحادثات أكثر من الرافضة ولكن لا يمكن تجاهل أهمية وتأثير الفصائل الرافضة ميدانيا خصوصا مع مواصلة مليشيات الأسد خرقها للهدنة وقيامها بأعمال إجرامية في منطقة "وادي بردي" في محاولة لتغيير أكبر قدر ممكن من الواقع على الأرض لكي تقوي موقفها في المحادثات وهو ما يبعث برسائل سلبية قبيل انطلاق المحادثات ...

 

الرعاة الأساسيين للمؤتمر هما روسيا وتركيا والجميع يعلم مدى الدعم الذي تقدمه روسيا لنظام الأسد بينما تركيا تتعرض لضغوط كبيرة جعلت حجم دعمها للثوار يتراجع خصوصا مع تزايد الهجمات التي تتعرض لها والتي تتشارك فيها جهات عديدة يهمها تخلي أنقرة عن الثورة السورية...نظام الأسد من جهته يذهب للمحادثات وهو يظن أنه كسر الثوار بعد ما جرى في حلب كما أنه يعلم أن هناك خلافات بين الثوار وأزمات تتعلق بتسليحهم ومع كل هذا هو يضع المدنيين رهينة في كل معركة مع الثوار لابتزازهم..

 

الملابسات المحيطة بالمحادثات حتى هذه اللحظة لا تبشر بخير خصوصا مع إصرار روسيا على إبقاء الأسد في منصبه في ظل أي حل سياسي مستقبلي بدعوى أن الشعب السوري هو الذي يقرر في وقت أصبح معظم الشعب السوري نازحا إما في الداخل أو في الخارج.