20 جمادى الأول 1438

السؤال

توفي زوجي بعد  14 سنة بدون أطفال و قد مررت بأوقات عصيبة جدا بسبب عدم الإنجاب والأدوية وأنا الآن أحس بذنب شديد لأني كنت أغضب على زوجي وأتهمه بأنه السبب وقد توفي فجأة.. أحس بألم فأخذته إلى المستشفى فتوفي بين يدي.

أنا الآن في فترة العدة وصابرة وأدعو له كثيرا لكن أريد من يساعدني للخروج من هذا الضيق والإحساس بالذنب  فقد كنت في ابتلاء العقم وأدعو الله كثيرا وخاصة لزوجي بأن يحفظه لي لأني كنت أحبه.

فأنا الآن بدون أولاد ولا زوج ووالديّ كبيران ويتألمان لوضعي..

وهل هذا الذي أمر به يكفر ذنوبي؟

أجاب عنها:
أحمد الخليف

الجواب

السلام عليكم أختي الكريمة..

حفظك الله وأعانك وعوضك عن زوجك ورفع الله قدرك على صبرك واحتسابك فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، والمؤمن مبتلى، وأشد الناس بلاء هم الأنبياء فالأمثل فالأمثل ويبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة زِيدَ عليه.

 

والله يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما كما ورد في الآيات الكريمات؛ فاصبري واحتسبي وهو أعظم لأجرك والله لا يضيع من أحسن عملا والصبر معه الفرج والفرج معه الظفر والفرح ومن صبر عوضه الله بالجنة على صبره ونال منزلة عند الله فالله يحب الصابرين والله مع الصابرين.

 

وأنتِ يا أختي ابتلاك الله بعدم الإنجاب وبفقد زوجك ولا تدرين ربما أن الله أخر عنك الإنجاب لحكمة يريدها لا تعلمينها حتى يرى صدق اللجوء إليه والتضرع والإنابة والتوكل وحسن الظن به والإلحاح بالدعاء فتبلغين في هذه المرحلة العصيبة دراجات عنده يخضع فيها قلبك وينكسر إلى الله وتصمدين في رفع حاجاتك إليه.

 

ولا تدرين لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا فيتقدم لك زوج آخر فيعوضك الله؛ فاطرقي باب الدعاء وارتقي سلم التفاؤل وتحزمي بحزام التوكل وتمسكي بحبال حسن الظن بالله وكوني مع والديك فهما بوابة الجنة وريحانة الحياة ونعيمها وراحتها وسبب لفتح أبواب الرزق والخير والبركة.

 

فبرهما خير ودعاؤهما بركة وبقاؤهما نور وهداية فكوني لهما ومعهما وبهما،  وأعطيهما من أوقاتك أطيبها وأطولها وأسمعيهم من الكلمات أطيبها.

 

ولا تحزني أنكِ كنت سببا في حزن زوجك الراحل لأن هذا من خطرات الشيطان ليحزن الذين آمنوا حتى يشغلكِ عن الدعاء له وتقديم أعمال البر له بعد موته وأنتِ اجتهدتِ قدر استطاعتك وبذلتِ ما في وسعك لإسعاده بطفل تقر به عينه ويأنس به.

 

والأمل لم ينقطع وسيكون هناك لقاء واجتماع بعد فراق الدنيا تلتقون في مقعد صدق عند مليك مقتدر ويجتمع الشمل في دار الكرامة.

 

والحياة لم تتوقف ولن تتوقف بموت عزيز وقريب وحبيب فاعملي واشغلي وقتك بالخير والدعوة إلى الله ولا تستسلمي للوساوس والهموم فهي تقتل روح الإبداع لديك وتشل قدراتك وتحطم آمالك..

وفقك الله وأعانك ورزقك زوجا صالحا وذرية طيبة وأقر عيني والديك وحفظهما لكِ.