16 جمادى الأول 1438

السؤال

أنا امرأة متدينة متزوجة منذ 20سنة.. حياتي الزوجية اعترتها المشاكل والخلاف الذي عكر صفوها.. لكن صبرت ومرت السنوات بحلوها ومرها. بالرغم أنها أثرت في وفي حبي لزوجي وفي علاقتنا.. إلا أنه في الفترة الأخيرة اكتشفت أن زوجي يفكر ويتمنى ويسعى للزواج مرة ثانية لو يتسنى له الأمر.. صدمت وكدت أنهار وأصبت بكآبة ووسواس شديد.. حاولت إصلاح نفسي وتغيرت معاملتي له تغيرا جذريا.. وتحسنت علاقتنا تحسنا ملحوظا، لكن لا زلت أعيش القلق والوسواس والخوف من وقوع ما أخشاه... لا أستطيع التفكير أو تخيل أن زوجي يتخلى عني ويذهب إلى أخرى؛ فأنا بفضل الله تعالى كنت السند والمعين له لتكوين نفسه ومستقبله، ولديَّ أربعة أبناء. صرت دائمة التفكير أن زوجي يبحث عن الصغيرة.. فأنا بالنسبة له بليت وكبرت.. وللعلم عمري 40 سنة وهو يكبرني بثلاث سنوات. أحس أني صرت غير مرغوب فيها وأنه يستبدلني في أي لحظة.. وسيذهب في أي لحظة... تحطمت نفسيتي وصرت أسيرة الوسواس والأفكار.. رغم إيماني إلا أن الأمر لم أتحمله.. أخاف أن أصاب بمرض نفسي. أرشدوني وانصحوني وجزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فبداية لاشك أني أقدر ما يمكن أن تشعر به أي امرأة تحس ببعد زوجها عنها أو باحتمال تخليه عنها، فهي فطرة المرأة.

 

لكن للأسف ففي كثير من الأحيان تكون الزوجة هي السبب المباشر لهذا البعد من زوجها وبحثه عن الزواج الثاني، لأنه لو وجد امرأة فعلاً تكفيه مؤونة الزواج ما تزوج..! أي من الحب، وحسن المعاشرة وغيرها.

 

فالزوج يعرف أن للزواج الثاني مشكلات وأنه له ثمن، لكن لما يجد امرأته تغفل عنه، ولا تبالي بشأنه، فيبحث عن غيرها، وعندئذ ماذا نقول له وهو حقه؟!

 

والأخت السائلة وضعت نفسها في آلام وأحزان نفسية وكأنها ودت لو حرمت ما أحله الله، ولم تحاول أن تنظر نظرة عاقلة حكيمة للأمر.

 

فلتبحث ابتداء عن سبب بعد زوجها عنها ورغبته في الزواج بغيرها، ولتحاول استدراك ذلك وعلاجه.
فإن أفلحت فالحمد لله، وإن لم تفلح فيجب عليها ألا تحمل ذلك على نفسها ألما ومشقة وحزنا قد يمرضها ويشقيها.

 

فالأمر أمر الله سبحانه، والله قد شرع ذلك، وقد أحله للرجال، وهناك من الرجال الكثير ممن صلح أمر زواجهم الثاني والثالث وسارت حياتهم بسعادة ونجاح.

 

فلتفعلي ما تستطيعينه من الخير والمودة، لكن لو كان هذا هو قراره النهائي فلترضي بقدر الله سبحانه ولتقبلي بشرعه،

 

ولتصبري وتتعايشي مع وضعك الجديد ولا تكبري المشكلة، ولا تفتحي الباب للشيطان ليحزنك ويمرضك وقد يقتلك حزنك، فأنت لست خيرا من أمهات المؤمنين.

 

فإذا توجّهْتِ إلى الله وصدقْتِ مع الله ينزل على قلبك السكينة وترضي بالأمر الواقع، وربما يصرف عنك ذلك كله.

 

مع أنه لا يلزم أن يكون سبب البحث عن أخرى هو تقصير الزوجة، وإنما أسباب كثيرة، ولذا شرع الله التعدد؛ لتحقيق المصالح ودفع المفاسد.

وفقكما الله وسدد طريقكما وأصلح شأنكما.