إلى المعترضين على شرع الله (مالكم لا ترجون لله وقارا)
11 ذو القعدة 1437
عبدالعزيز الجليّل

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

 

فلا يزال أهل الشهوات والذين في قلوبهم مرض يظهرون على الأمة بين الفينة والأخرى بشبهة يصدون بها عن سبيل الله، أو شهوة يدعون الناس للوقوع فيها، وقد نبأنا الله -سبحانه وتعالى- من أخبارهم فقال عز من قائل: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً).

 

فمنهم من يلمز الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ومنهم من يسخر بحِلَق تحفيظ القرآن ويدعو لإيقافها، ومنهم من سخّر قلمه في سب الجهاد والمجاهدين، ومنهم من يدعو إلى موالاة اليهود والنصارى وعدم تكفيرهم، بل واتهام من يكفرهم بالغلو والتطرف!.

 

ولقد كان للمرأة النصيب الأكبر من هذه الحملات المشبوهة، ومن آخرها ما ظهر في هذه الأيام من مطالبين بإسقاط ولاية الرجل على المرأة، وآخرون فرحوا واستبشروا بمشاركة المرأة في المحافل الرياضية وغيرها.

 

وهلمَ جرّا من هذه المطالبات والاستبشارات التي لا يراد منها إلا إفساد المرأة وتغريب المجتمع.

 

وإن هؤلاء وأمثالهم ينظر إليهم بعينين،عين يُشفق عليهم بها مما هم فيه من بلاء عظيم بِجرأتهم على شرع الله فيتعرضون فيه لسخط الله وعقابه فنرحمهم ونتمنى أن لو اهتدوا ودخلوا في عباد الله الصالحين وندعوهم بهذه العين الى أن يتوبوا إلى الله مما هم فيه قبل مباغتة الأجل، وعندها لا ينفع الندم ولات حين مناص. كما نحمده سبحانه ونشكره على أن عافانا مما ابتلاهم به ،ولو شاء الله لكنا مثلهم، نسأله عزوجل الثبات على دينه.

 

أما العين الأخرى التي يُنظر بها إليهم وهي عين الشرع والأمر فيما يفعلون، وهذه النظرة تقتضي البراءة من أفعالهم والإنكار الشديد عليهم، وفضحهم ومخططاتهم ومن يقف وراءهم من رموز الفساد، وحث المشايخ وطلبة العلم وذوي الهيئات أن انفروا خفافاً وثقالاً في مواجهة هذا المد التغريبي.

 

كما يتوجب علينا تحصين المجتمع والأسرة المسلمة من شبهات هؤلاء القوم وشهواتهم، ومقاطعة كل ما يبث لهم أو يصدر.

 

ختاماً..

نود تقرير الحقيقة التالية؛ إن مصيبة القوم ليست في جزئية يطرحون الشبهات حولها أوحكم شرعي مختلف فيه يُعلمون حكمه أو يجهلونه، إن الأمر أخطر من ذلك وأعظم.

 

إن مصيبة القوم هي اختلال أصل التسليم لشرع الله عز وجل، الناشئ من ضعف أو عدم تعظيم الله عز وجل، وتعظيم وحيه في القلوب. إنهم كما قال الله عز وجل عن أمثالهم: (وما قدروا الله حق قدره) وقوله: (مالكم لا ترجون لله وقارا).

 

ولذا نقول لهؤلاء يا قوم ويْحَكم!!

 

أتعلمون على من تتجرؤون وعلى شرع من تعترضون!. إنكم تعترضون على شرع القائل: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا  تسليما). وعلى شرع من يقول: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).

 

ومن شرعه سبحانه قوله تبارك وتعالى: (الرجال قوّامون على النساء).

 

إنكم يا قوم  لا تعترضون على مخلوق مثلكم تأخذون منه وترفضون، إنكم تعترضون على فاطر السموات والأرض، القاهر فوق عباده (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)، ويْحَكم! كيف تعترضون على خالقكم ورازقكم و(كنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) ويْحَكم! توبوا إلى الله (لقد جئتم شيئاً إدًّا * تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدٍّا).

 

ولا تغتروا بإمهال الله لكم وحلمه عليكم فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

لقد نصحت لكم إن كنتم تحبون الناصحين.

والحمد لله رب العالمين ..