26 جمادى الأول 1438

السؤال

رجع مريضٌ من علاجه، فخرج الناس بالذبائح للطريق فذبحوها أمامه كرامة له، فهل يجوز هذا الفعل؟ وهل هو مما ذبح لغير الله؟ وهل يعتبر من الشرك الأكبر أو الأصغر؟ وهل تؤكل هذه الذبائح؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذا عمل منكر على كل حال؛ فإن كان المقصود بهذه الذبائح أن يطبخوها ويقدموها بعد ذلك لهذا المريض ومن معه وللمهتمين به، فالخروج بهذه الذبائح إلى الطريق عبثٌ وتشبه بالذين يذبحون على أقدام السلاطين والملوك، ولا يريدون بذلك الضيافة، وقد عد العلماء ذلك من الشرك؛ لأنه تعظيم وتقرب بالذبح لغير الله، والذبح لله نوع من العبادة، وهو النسك المذكور في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وإن قُصد بهذه الذبائح مجردُ ذبحها أمام المريض إظهارا للفرح بمقدمه فهي تشبه ما يذبح للملوك، فيكون ذبحها على هذا الوجه شركا بالله، وحينئذ فلا يحل أكلها، وإن قُصد بها الضيافة فأكلها حلال، والأحوط تجنبها؛ لما وقع فيها من المشابهة بفعل المشركين.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد. 

أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك، لخمس مضين من رجب 1437هـ.