18 جمادى الثانية 1437

السؤال

زرت موقعاً على الشبكة أزعجني كثيراً ، في هذا الموقع يحدون المبادئ الأساسية للشيخ محمد بن عبد الوهاب في ثلاثة أقسام، منها:
أولاً: يقولون : إن الأعمال أو العبادات متضمنة في الإيمان ، ويقولون : إن الذي لا يؤدي الفرض وهو يعلم أنه فرض مثل الصلاة بسبب الكسل ، أو الزكاة بسبب البخل فإنه يصبح كافراً فيقتل وتقسم أمواله بين الوهابيين .
ثانياً : يقولون : إن الذي يطلب الشفاعة من أرواح الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم – أو الأولياء – رحمهم الله – أو الذي يزور أضرحتهم ويصلي هناك وهو يرى أنهم وسطاء يكفر ، ويرون أيضاً أن الميت ليس عنده أي إحساس .

أجاب عنها:
د. عبدالعزيز العبداللطيف

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فيا أخي: الشيخ محمد بن عبد الوهاب داعية إلى دين الله – تعالى -، ومجدد لما اندرس من معالم هذا الدين، وهو إمام متبع للرسول – صلى الله عليه وسلم – ومتمسك بالسنة والدليل، ومن ذلك أن العبادات وأعمال الجوارح من الإيمان، حيث سمى الله – تعالى – الصلاة إيماناً، فقال-سبحانه-: (( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) (البقرة :143).
أي صلاتكم إلى بيت المقدس، وأما مسألة تكفير تارك الصلاة للتهاون والكسل، فالقول بذلك قاله جمع من العلماء المحققين المتقدمين، وقبل أن يخلق الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين، وعلى كلّ فإن الشيخ في مسائل الإيمان والكفر على طريقة الإسلام والسنة، وأما مسألة طلب الشفاعة من الأموات وسؤالهم ما لا يقدر عليه إلا الله – تعالى – فهذا شرك بنص القرآن الكريم: ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (يونس :18).
فسمى الله – تعالى – اتخاذ الشفعاء مع الله شركاً، والله أعلم.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.