15 جمادى الثانية 1437

السؤال

هل هذه الكلمات جائزة: (الله لا يهينك)، (عزز ثقتك بنفسك)، شاءت قدرة الله، أو شاء القدر)؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فقولهم: الله لا يهينك، هذا من دعاء العامة، وهو دعاء جائز، لا بأس به، وذلك أن الله تعالى يهين من يشاء ويكرم من يشاء، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج : 18]، والله أعلم.
وأما قولهم: عزِّز ثقتك بنفسك، فتركه أولى؛ لأنه وإن كان يحتمل معنى صحيحًا، وهو الحث على الشجاعة في الأمور النافعة والشعور بالقوة، إلا أن لفظ الثقة بالنفس يحتمل الاعتماد على القوة، والواجب أن يبرأ المسلم من حوله وقوته، ويتوكل على الله الذي لا حول ولا قوة إلا به.
وأما قولهم: (شاءت قدرة الله) أو (شاء القَدَر)، فإضافة المشيئة إلى القُدْرة أو القَدَر خطأٌ؛ فإن القُدْرة والقَدَر لا يوصفان بالمشيئة، كما لا يوصفان بالعلم، فالقُدْرة صفة الله، والقَدَر تقدير الله، فهو سبحانه على كل شيء قدير، وكل شيء عنده بمقدار، فالمشيئة التي تكون بها كل الأشياء مشيئة الله، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، والصواب أن يقول العبد: (شاء الله كذا) لما هو واقع، (ولم يشأ الله كذا) لما لم يقع. والله أعلم.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك، في منتصف جمادى الآخرة، لعام 1437هـ.