دويلة حزب الله العميقة في الخليج
30 جمادى الأول 1437
دـ أحمد موفق زيدان

يُعلن زعيم "حزب الله" الإرهابي حسن نصر الله أن خطابه المؤيد لعصابات الحوثي هو أعظم وأفضل جهاداً من قتاله العدو الصهيوني، وما تخفي صدورهم أكبر، يحدث هذا في الوقت الذي بدأت دول الخليج العربي خطوات مهمة بعد تصنيف المملكة العربية السعودية  له بالإرهابي فتبعها مجلس التعاون الخليجي ثم مجلس وزراء داخلية العرب، لكن المهم الذي تبين وربما أخيراً للجهات الرسمية أن الحزب له ألف لبوس ولبوس، وللحزب مؤسسات مالية وإعلامية وتجارية وسياسية واقتصادية بألف واجهة وواجهة..

 

 

 

ما تردد عن امتلاكه لأكثر من ستين بالمائة من شركات الطيران الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة لوحدها  ربما يشكل قمة الجليد فقط لتواجده في هذه الدول،  وبالتالي فالتحدي الأمني الخطير يكمن في الكشف عن كل أذرع الحزب الإرهابي التي أذاقت أهل الشام والعراق واليمن والخليج وقد تُذيق أهلنا في أماكن أخرى صنوف العذاب والألم، ومن ضمن الواجهات التجار ورجال الأعمال والإعلام  الذي يروجون للحزب إن كان بشكل صريح أو غير صريح..

 

 


المثير للضحك
أن يترافق هذا مع رفع وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية لاسم إيران و"حزب الله" الإرهابي عن قائمة الإرهاب الأميركية ، وفي نفس الوقت لا يخجل الأخير من القول إن القرار الخليجي جاء بطلب أميركي، بينما نرى على الأرض كل التزاوج والتوافق بينه وبين الأميركيين .

 

 

الواضح أن "حزب الله" الإرهابي الآن في مرمى النار الخليجية وبكل جدية فأن يتفق وزراء الإعلام في مجلس التعاون الخليجي على تطهير وسائل إعلامهم من المروجين للحزب وإيديولوجيته فهذا يعني باختصار أن التطهير سيصل إلى أبعد مدى بعد أن طال رجال مال وأعمال بطردهم من دول الخليج وهو ما سيشكل هزّة حقيقة للحزب الإرهابي وحاضنته.

 

 

 

اللافت  أيضاً هو ما نشرته اليوم صحيفة الوول ستريت جورنال عن اعتراض الإدارة الأميركية على القرار السعودي بوقف هباتها إلى لبنان وهو ما سيزعزع الاقتصاد اللبناني بنظرها، وتضيف الصحيفة إن واشنطن لا تتفق مع المملكة فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني بلبنان، وتقول الصحيفة إن النزاع حول لبنان أحدث شرخاً ظاهراً في السياسة الخارجية بين واشنطن والرياض فيما يتعلق بالدور الإقليمي لإيران ووكلائها، فهل هناك وضوح عن وحدة وجود بين واشنطن وإيران أكثر من هذا..

 

 

 


 إذن انكشفت اللعبة وظهر المستور
، وتبين أن العلاقة الأميركية ـ الإيرانية هي سمن على عسل منذ التحالف الخطير في غزو العراق وأفغانستان وهو ما كشفه أحد مهندسيه ومن رجال المحافظين الجدد زالماي خليل زادة المبعوث الأميركي إلى العراق في كتابه أخيراً والذي نشرت اقتباسات منه النيويورك تايمز فتم تسليم العراق أميركياً على طبق من ذهب لإيران كما قال ذلك وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل .

 

 

 

يتزامن ذلك مع صمت الإدارة الأميركية صمت القبور إزاء اختبار إيران للصواريخ البالستية وبشكل استفزازي للمرة الثانية في غضون أربع وعشرين ساعة وهو ما عُد خرقا للاتفاق النووي بين البلدين، لكن هذا الخرق لا يعني الإدارة الأميركية على ما يبدو ما دامت إيران وعصاباتها ناشرة الدمار والخراب والقتل والموت والتهجير في مناطق السنة من العراق وأفغانستان إلى اليمن والشام، والأعجب أن توصف هي ومليشياتها بحمائم السلام، بينما المدافعون عن أرضهم وعرضهم في هذه المناطق هم الإرهابيون الذين ينبغي قتالهم وسحلهم ومحاكمتهم..

 

 

 

ثمة أحزاب إرهابية عدة كمثل "حزب الله" تعمل بصمت أو علانية وليس أوضح من ذلك المليشيات الطائفية المجرمة في العراق وأفغانستان وباكستان، ممن ترسل فرق موتها دون حسيب أو رقيب، والواجب هو التحرك لتطويقها قبل أن يستفحل خطرها أولاً وقبل أن تتجذر في بلادنا مما يجعل اقتلاعها صعباً كحال حزب الله الإرهابي اللبناني اليوم