تضييق الخناق على الحوثيين
2 جمادى الأول 1437
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تمكنت المقاومة اليمنية خلال الفترة الأخيرة من تضييق الخناق على المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح في العاصمة صنعاء, حيث سيطرت على العديد من المواقع الاستراتيجية القريبة من العاصمة وأصبحت على بعد كيلومترات قليلة منها...

 

كما سددت المقاومة ضربات موجعة للانقلابيين واستطاعت السيطرة على موانئ ومعسكرات استراتيجية في العديد من المناطق مما أصاب المليشيات الشيعية بالفزع حتى أن اللافتات المؤيدة للمقاومة قد انتشرت داخل العاصمة صنعاء في مناطق نفوذ المتمردين دون أن يسيطيعوا كبحها وهو ما يشير إلى انفلات الوضع من أيديهم وشعورهم بالضعف والضياع داخل أهم منطقة في البلاد....

 

لقد انتشرت معلومات كثيرة بشأن محاولات حوثية للتوصل لاتفاق يحفظ لهم ماء وجوههم خصوصا مع محاولات صالح للقفز من السفينة قبل أن تغرق كعادته في مثل هذه المواقف وسط تصاعد للخلافات بين الطرفين حيث أن التحالف بينهما قائم على المصالح وتوزيع الغنائم وفي حالة الهزيمة سيذهب كل فريق في طريقه إذا وجد طريقا حينها...

 

الاهتمام الإيراني الأكبر بالوضع في سوريا لما تمثله من أهمية استراتيجية لها ومساندة روسيا لها هناك زاد من المأزق الذي يعيشه الحوثيون وصالح؛ فخطوط الإمداد تم قطعها بواسطة قوات التحالف مما أدى إلى نقص في الأسلحة النوعية التي كانت تستخدمها لصد الهجمات التي تشنها المقاومة والجيش الوطني...الاهتمام العالمي أيضا بما يجري في اليمن أصبح ضعيفا حيث ينصب الحديث الآن على الخروج من المأزق السوري ومواجهة داعش في العراق وبالتالي ما يريده الحوثيون أو يراهنون عليه في مثل هذه الحالة من التلويح بالتفاوض أو الدخول في محادثات والكلام عن وساطات فات أوانه بعد استنفاذهم جميع الفرص السابقة برعونة فائقة...

 

الطريق أمام المقاومة اليمنية والجيش الوطني أصبح أسهل من ذي قبل لفرض سيطرتهم على الأوضاع والقضاء على التمرد الحوثي للأبد شريطة تنظيم الصفوف وعدم الالتفات للصغائر أو محاولات صرف الانتباه مع الأخذ في الاعتبار أن الحوثيين قد يلقوا بأسلحتهم في صنعاء أما معقلهم الرئيسي في صعدة فلن يحدث ذلك بسهولة وسيحتاج إلى جهود قوية ومعارك مضنية لأن بقاء هذا الجيب المتمرد يحمل في طياته مخاطر عميقة على الدولة اليمنية فهو ورم سرطاني خطير سيتيح لإيران أن تدخل منه مرة ومرات في اليمن كلما ضاقت بها السبل في مناطق نفوذها الأخرى وعلى التحالف والمقاومة قطع الطريق على هذا الالتفاف...

 

هزيمة الحوثيين وأنصار صالح ليست سوى خطوة أولى في اليمن فالبلد يحتاج إلى عمل وجهد لإقامة دولة قوية تستطيع حماية نفسها من المخططات الرامية لتمزيقها واختراق بنيتها الأساسية ولعل هذه الحرب الصعبة وتداعياتها تصبح درسا قويا للشعب اليمني لينتبه لما يراد به...

 

المنطقة تغلي بشدة جراء الترتيبات الجديدة التي تقوم بها قوى خارجية وقوى إقليمية لفرض واقع يتلاءم مع مصالحها, وآخر ما يفكرون فيه شعوب البلدان المستهدفة والتي تعد اليمن واحدة منها.