السلاح الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية
24 ربيع الثاني 1437
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تظل المقاومة الفلسطينية رقما صعبا في الصراع المستمر مع الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من 60 عاما, وكلما شعر الاحتلال أنه بات مستقرا تقلق المقاومة مضجعه بعمليات نوعيه تثير الرعب بين جنوده ومستوطنيه...

 

في الفترة الأخيرة كشفت كتائب القسام عن أنفاق هجومية تشقها من غزة إلى داخل الكيان الصهيوني حيث يتسلل رجال المقاومة لتنفيذ عملياتهم والعودة دون أن تلحق بهم قوات الاحتلال وهو ما أفزع قيادات جيش الاحتلال.. لقد كشفت المقاومة عن تفاصيل جديدة بشأن هذه الأنفاق وتأثيرها في الحرب التي تشنها على قوات الاحتلال, واكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور خليل الحية ان حفل تأبين شهداء الانفاق السبعة جاء امتدادا للاستفتاء الشعبي الواسع الذي قامت به الجماهير على خيار المقاومة. وكشف الحية ان احد الشهداء الـ7 من رجال الانفاق كان ضعيف البصر لكنه كان يصر على العمل في موقع متقدم، كما كان يقول لا أشعر بهذا الامر في هذا المكان، على حد وصفه. واشار الحية الى ان النفق الذي قضى فيه الشهداء السبعة هو ذات النفق الذي خطف فيه الجندي الاسرائيلي شاؤول أرون...

 

يأتي ذلك في وقت يسيطر الرعب على جيش الاحتلال وحكومته حيث تحدثت صحف "إسرائيلية" عن أنفاق (حماس)، وقالت إنها باتت داخل "الأراضي الإسرائيلية" وذكر المراسل العسكري لصحيفة معاريف نوعام أمير أن الجيش الصهيوني عزّز قواته العسكرية داخل المستوطنات الجنوبية على حدود غزة، وأصدر تعليماته للمستوطنين بعدم الاقتراب من الجدار الحدودي. ورأى الجيش أن تكرار حوادث وضع العبوات الناسفة على الحدود رسالة من حماس باستمرار المقاومة المسلحة من خلال إفساح المجال للشبان الصغار بالاقتراب من الحدود في مظاهرات أسبوعية كل يوم جمعة، واستمرار استخدام نيران القناصة، ووضع عبوات ناسفة قرب الدوريات الصهيونية...وقال عضو الكنيست أيال بن رؤوفين:إن الجيش مطالب بتقوية منظومة الردع أمام حماس، واكد عضو الكنيست عوفر شيلح رئيس كتلة حزب هناك مستقبل أن حماس تمتلك الآن أنفاقا اخترقت الحدود "الإسرائيلية"، بينما رئيس الحكومة ووزير الدفاع يتركان الجبهة الجنوبية لمواجهة قادمة، كاشفا النقاب عن أن الكلفة المالية المطلوبة لإيجاد حل لمشكلة الأنفاق تصل 2.7 مليار شيكل (685 مليون دولار)...

 

الرعب من أنفاق المقاومة وصل إلى أمريكا التي قررت أن تدعم الاحتلال في مواجهة هذا السلاح الاستراتيجي حيث قررت الإدارة الأمريكية استثمار 120 مليون دولار لتطوير وتصنيع "حلّا إسرائيليا" لتحديد وكشف الأنفاق، بالتعاون مع وزارة الحرب الصهيونية. ومن جهتها فستستثمر "إسرائيل" مبلغا مشابها.وكان  نائب وزير الدفاع الأمريكي قد زار "إسرائيل" قبل عدة أسابيع، للاطلاع على مجريات الأامور بشأن التصدي لأنفاق المقاومة... يأتي ذلك في ظل فشل كبير من قوات الاحتلال في العثور على هذه الأنفاق حيث واصل الجيش الصهيوني محاولات البحث للعثور على الانفاق. وذكرت القناة العاشرة في تلفزيون الاحتلال أن آلات الحفر انتقلت الى الأماكن التي تحدّث المستوطنون عنها، وقالوا إنهم شعروا بارتجاجات ناتجة عن الحفر، لكن حتى الآن لم يعثر على شيء استثنائي.

 

وأشارت القناة إلى أنه خلال لقاء روتيني مع رؤساء السلطات المحلية في الجنوب، اعترف قائد فرقة غزة العميد إيتي فيروف للمرة الأولى  بشكل علني أن الجيش يعمل وفقًا لفرضية عمل خطيرة جدًا، وهي أنه توجد أنفاق الى داخل الأراضي "الاسرائيلية". وبحسب كلام قائد الفرقة، لا توجد قيود على موازنة البحث والحفر في المنطقة، وأية شكوى من "السكان" تُفحص بجدية كاملة....

 

من جهته أكد المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن "إسرائيل" تسابق الزمن من أجل إنجاز معيقات باطنية تحول دون بلوغ الأنفاق المستوطنات، ونبه إلى أن الحكومة تواجه ضغوطا كبيرة من قبل "الإسرائيليين" في المستوطنات المجاورة لغزة جراء الخوف من الأنفاق.. أما المستوطنون فقد عبروا عن فزعهم لسماعهم أصوات حفر في باطن الأرض أسفل منازلهم. وتقول أفيفة فولد من مستوطنة "ناتيف هعساراه" لإذاعة الجيش إنها وكل المستوطنين مسكونون بهاجس أن يخرج مقاتلو حماس من الأنفاق في ساحات بيوتهم، كما أكد المستوطن شايكا شاكيد، والذي يعتقد بأن الأنفاق تحفر أسفل بيته ومزرعته لكنه لا يعرف إلى أين تقود، ويضيف "المدنيون هنا يبيتون والسكاكين تحت مخداتهم تحسبا لمهاجمتهم وهم من سيسدد الثمن القاسي جدا"...هذا الفزع والرعب المسيطر على المستوطنين والحكومة الصهيونية في آنٍ واحد إن دل فإنما يدل على أن المقاومة نجحت في بأقل الإمكانيات أن توجع المحتل وتكبده ثمنا باهظا جراء جرائمه.