1 ربيع الثاني 1437

السؤال

ما حكم هز الرأس عند تلاوة القرآن؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
فمن فعله على أنه حسَنٌ، واتخذه دينا؛ فهذا بدعة، ومن فعله للنشاط وليحرك نفسه ولا يلتزم به؛ فلا بأس به.
لكن نقل أبو حيان عن الزمخشري أنه لما نشر موسى عليه السلام الألواح وفيها كتاب اللّه تعالى لم يبق شجر ولا جبل ولا حجر إلا اهتز؛ فلذلك لا ترى يهوديّا يقرأ التوراة إلّا اهتز وأنغض لها رأسه انتهى.
قال أبو حيان معقبا: وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين فيما رأيت بديار مصر؛ تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم، وأما في بلادنا بالأندلس والغرب فلو تحرّك صغير عند قراءة القرآن أدبه مؤدّب المكتب، وقال له: لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة" انتهى من البحر المحيط (4/420).
نقول: وعلى هذا فيجب ترك هذه العادة؛ لأنها عادة وافدة ليست من عمل السلف الذين يقتدى بهم، وعلى ما ذكره أبو حيان والزمخشري يكون فعلها من أنواع التشبه بالكفار، ولو لم يعلم القارئ أنها من عادة اليهود، ولم يقصد التشبه بهم. والله أعلم.