عودة روح الثورة إلى تونس
12 ربيع الأول 1437
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

في ظل احتفالات تونس بثورة الياسمين منذ أيام, والتي أطاحت بواحد من أعتى الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي قبل 5 أعوام, رجعت روح الثورة مرة أخرى إلى الشارع في وقت بدأت علامات الترهل تظهر بقوة على الحكومة التي شكلها حزب لا ينتمي إلى الثورة من قريب أو بعيد وظهر فشله الواضح في إدارة شؤون البلاد بل ظهر فشله في إدراة شؤونه الخاصة حيث انهار الحزب بعد أشهر من وصوله للسلطة...

 

لقد فقد حزب نداء تونس أكثر من 20 نائبا في البرلمان مما جعله يفقد أغلبيته في البرلمان لمصلحة حزب النهضة الإسلامي الذي شارك بقوة في الثورة, وبذا خسر الرئيس التونسي الذي كان يتزعم حزب نداء تونس الأغلبية التي تؤيد قراراته في البرلمان وأصبح بلا ظهير قوي...

 

في الوقت الذي انهار فيه حزب نداء تونس الذي كان يمثل خليطا غير متجانس من أصحاب المصالح والمحسوبين على نظام بن علي جراء خلافات على الزعامة والسيطرة على الحزب كان أحد أطرافها نجل الرئيس التونسي الحالي, أعلن أحد رموز ثورة الياسمين وهو الرئيس السابق المنصف المرزوقي عن إنشاء حزب جديد لدعم الثورة التونسية أسماه "حراك تونس" وهوالأمر الذي أزعج الثورة المضادة في تونس والتي استغلت عدم الاستقرار النسبي التي شهدته البلاد بعد الثورة لتقفز إلى مقاعد الحكم وتنال عددا من مقاعد البرلمان عن طريق شعارات ووعود تبين بعد ذلك زيفها الشديد...

 

لقد وصفت عناصر الثورة المضادة في تونس خبر إعلان المرزوقي عن حزبه بالخبر "غير السار" وهو بالتأكيد غير سار لمن أراد إعادة الوجوه القديمة للمشهد السياسي وتكريس واقع مغاير لأهداف الثورة التي قامت من أجل إقامة العدل والمساواة...

 

لقد اعترف أعضاء بارزون في حزب نداء تونس أن الحزب ضحك على الناخبين ولم ينفذ شيئا من وعوده التي قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية والأكثر من ذلك لقد أكد هؤلاء الأعضاء أن تدخل الرئيس التونسي في الأزمة الداخلية للحزب, جاء لكي يصب في مصلحة اتجاه معين في إشارة لنجله الذي أراد الاستيلاء على الحزب بعد تنحي والده...

 

إن ما جرى لحزب نداء تونس والسياسات التي تنتهجها الحكومة التي تمثله خير دليل على فشل الثورة المضادة في تحقيق تطلعات الجماهير وأن محاولات الوقيعة بين الشعب والثوار باءت بالفشل شريطة أن تتحالف القوى الثورية لتحقيق الأهداف التي قامت الثورة من أجلها..

 

لقد كشف المرزوقي عن المخطط الذي استخدمته الثورة المضادة لهزيمته في الانتخابات الرئاسية والإشاعات التي أطلقتها ضده والتي حاولت أن تلصق به جميع الأخطاء التي شهدتها المرحلة الانتقالية والتي ثبت بمرور الوقت أنها نتاج لأزمات ساهمت في صنعها هذه القوى وساهمت في تضخيمها وفشلت عندما تولت السلطة في القضاء عليها واختلقت الأعذار من أجل تبريرها..التجربة التونسية تجربة ملهمة في محيطها ونجاحها بالطريقة السلمية التي حافظت عليها حتى الآن سيؤكد أن ثورات الربيع العربي يمكن أن تنجح دون الحاجة لهدم الدولة وركائزها الأساسية وهو ما تحاول القوة المضادة الترويج له.