20 صفر 1437

السؤال

أريد أن أسأل: نحن دار تحفيظ قرآن مقرنا في المسجد مصلى النساء، حيث إنه لا يوجد لدينا مبنى خاص بالدار، والحمد لله وصل عدد الطالبات فيه تجاوز 340 طالبة من جنسيات مختلفة، على فترات صباحي ومسائي والسبت، وأن المصلَّى النسائي يفتح فقط أوقات دوامنا في الدار وباقي الأوقات والأيام يغلق ولدينا فيه سبورات وكراسي وطاولات، ولكن يصلى فيه التراويح والعيد، ولدينا سؤالان:
الأول: هل يجوز دخول المعذورات بالعذر الشرعي للمسجد سواء كانت معلمة أو طالبة؟
ثانيا: لدينا طاولة نضعها في الدرج لبيع بعض المأكولات للطالبات الصغار مثل مقصف صغير، فهل يجوز البيع في هذا المكان حيث إنه مردوده لدعم الدار؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن للمساجد ـ وهي بيوت الله ـ أحكاما تتضمن تعظيمها، كما قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ. رِجَالٌ)، ومن هذه الأحكام تحريم البيع والشراء فيها، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك)، ومنها مكث الحائض والجنب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب)، وعلى هذا فلا يجوز مكث الحُيَّض في المسجد، والمكانُ المخصص للنساء في المسجد هو من المسجد، وحكمه حكم المسجد، وعلى هذا فلا يجوز البيع والشراء في مصلى النساء، قليلا كان أو كثيرا، حتى ولو كان ربح المبيع يعود لدار التحفيظ، فالواجب الوقوف عند حدود الله، والحرص على الخير يجب أن ينضبط بضوابط الشرع، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم للذي ركع دون الصف: (زادك الله حرصا ولا تعد)، ويمكن الاستغناء عن المسجد بإيجاد دار تحفيظ للنساء خارج المسجد، كما في كثير من الأحياء، كما يمكن الاستغناء عن البيع والشراء في المسجد بفتح باب التبرع الحر، دون إلحاح على أحد، هذا وقد وجدت وسائل معينة على الحفظ، كالمصاحف المسجَّلة، فالذي أرى لأخواتي المسلمات أن من كانت قادرة على حفظ القرآن بهذه الوسائل فذلك خير لها من الخروج من بيتها إلى دور التحفيظ. أسأل الله أن يوفق المؤمنين والمؤمنات للعلم النافع والعمل الصالح والتعاون على البر والتقوى. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.