الأمة تسأل علماءها: هل يجوز للمجوس أن يقربوا المسجد الحرام؟
17 ذو الحجه 1436
منذر الأسعد

ما أقبح نكتة المجوس الجدد وهم يتباكون على الحجاج، ويعرضون أنفسهم لرعاية الحرمين الشريفين، اللذين لا يحترمونهما في عقائدهم الخبيثة، كما سنبيّن بالدليل.

 

 

 

 

الخدعة الكبرى
إن ملالي قم يواصلون خداعهم.. إذ يوهمون الآخرين أن مشكلتهم مع السعودية فقط، وإذا اضطروا إلى الحديث عن البعد الديني زعموا أن صراعهم ينحصر في "الوهابية".. وكلا الادعاءين خدعة رخيصة ومكشوفة،  لا ينبغي لها أن تنطلي على عقولنا.
 ابتداء، علينا أن نتذكر دائماً أن السرطان الصفوي لم ينهش في جسدنا بين عشية وضحاها.إنه مشروع عكف عليه سدنته منذ 35 سنة –وكان خفياً قبل ذلك- وساروا وفق مخطط تآمري مكشوف ..

 

 

 لم يحاصرنا مشروع أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، لأنه قوي ولا لأنه على حق، وإنما تغلغل في جسد الأمة، وهي متنافرة لا تكاد تلتقي على شيء، وكل بلد منشغل بنفسه وهمومه، وكأنه لا يرى ولا يسمع..
وبعض الذين يبصرون كانوا ينظرون إليه بازدراء، متكئين على أنه يحمل بذور فشله في داخله، ليفاجئهم عند أبوابهم.
لم نتنبه إلى أنه ليس للقوم  دين يردعهم فهم نفعيون بلا قيم،  ولا يعنيهم أن يتآمروا مع الأعداء الظاهرين، فذلكم هو تاريخهم منذ القدم.

 

 

وما أشد سذاجة الذين صدّقوا كذبة القوم أنهم لا يعادون سوى "الوهابية"، فهل القرآن الكريم يخص الوهابيين،  ليفتري المجوس عليه أنه محرُّف؟ أم أن عِرْض سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لا يعني أمة الإسلام كافة؟ وهل يرضى مسلم بتكفير الصفويين لخير البشر بعد الأنبياء؟ 
وإذا التمس المرء شيئاً من العذر للعوام بسبب جهلهم، فأنى لأدعياء العلم الشرعي العذر وهم يعلمون كفريات القوم من أمهات كتبهم؟

 

 

 

 

 

 

 

أبو جهل  وأبو لؤلؤة
كاتب هذه السطور ليس عالماً ليفتي، ولكنه مسلم يحرقه الأسى لهذا الواقع المرير،   إذ استفحل شر المجوس الجدد فأصبح تهديداً وجودياً،  ونحن الأصل وأصحاب الحق ولا مقارنة بين عددنا وعددهم، ولا بين قدراتنا وقدراتهم!!
لذلك اصفحوا عن جرأتي وصوّبوني إن أخطأت.. أنا أزعم أننا لا نعاني فقط من الخوارج الذين يكفّروننا جماعات وفرادى، وإنما من الإرجاء الذي يجعل المجرمين كالمسلمين.
والعبد الفقير إلى عفو مولاه يدّعي أنهم شر من كفار قريش.. فأبو جهل- فرعون هذه الأمة- لم يتظاهر بالإسلام مثلما فعل سيدهم أبو لؤلؤة ليغتال الفاروق!!

 

 

 

 

لنأخذ البيت الحرام مثلاً، فكفار مكة –على كفرهم وعنادهم وكبرهم ووثنيتهم- كانوا يوقّرون البيت أيما توقير، وأما أذناب أبي لؤلؤة فهم يزدرون  المسجد الحرام، ويحقدون عليه كما تشهد مصادرهم المعتمدة عندهم!!
وعليه، أتمنى على علماء الأمة أن يجتمعوا ويصدروا فتوى تبيّن حكم الشرع المطهر، في هؤلاء الزنادقة..دفاعاً عن الدين وعن الأمة وليس عن السعودية كما ستزعم أبواقهم المأجورة.

 

 

 

 

 

اعتبروا أنني أطرح عليكم سؤالاً باسم أغلبية المسلمين: هل يجوز تمكين المجوس من الحج والعمرة، مع أنهم يعلنون شركياتهم فيهما،  والله عز وجل قال في محكم التنزيل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة28
وقال عز من قائل:
{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }التوبة17

 

 

 

 

 

هدم الكعبة
إن مصادر القوم ملأى بالنصوص الفاجرة، التي تزدري الحرمين الشريفين، ومن يطالعها لا يستغرب كيف أقدم أجدادهم القرامطة على سرقة الحجر الأسود وقتل الحجيج وإلقاء جثثهم في بئر زمزم!!
مثلاً:جاء في كتاب : مناسك المزار , المؤلف : الشيخ المفيد , صفحة : 8 , باب : فضل كربلاء

 

 

 

عن أبي الجارود قال : قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : اتّخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتّخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام ،  وإنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيَّرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية ،  فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة ،  وأفضل مسكن في الجنة ،  لا يسكنها إلاّ النبيون والمرسلون ،  أو قال : أولو العزم من الرسل ،  فإنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدريّ بين الكواكب لأهل الأرض ،  يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعاً ،  وهي تنادي : أنا أرض الله المقدَّسة الطيِّبة المباركة ،  التي تضمَّنت سيِّد الشهداء وسيِّد شباب أهل الجنة.
مصادر الرواية : بحار الأنوار ،  المجلسي : 98/108 ح 10 عن كامل الزيارات : 451 ح 5.

 

 

 

وقد وضع غلاة الروافض روايات كثيرة جداً نسبوها لله سبحانه وتعالى،  وللرسول صلى الله عليه وسلم،  وللأئمة في فضل كربلاء،  وفضل زيارة مقام الحسين،  وقد شاع في كتبهم (ومنها كتاب الأرض والتربة الحسينية لمحمد حسين آل كاشف الغطاء) قولهم:

وفي حديث كربلا والكعبة                      لكربلا بان عُلُوُّ الرتبة

ونسبوا لأبي الحسن الأول قوله،  كما في فروع الكافي: "من أتى الحسين عارفاً بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".

ويزعم شيخهم نعمة الله الجزائري أن حواراً دار بين الله جل جلاله وبين الكعبة جاء فيه: (إن بقاع الأرض تفاخرت،  فافتخرت الكعبة على بقعة كربلاء فأوحى الله عز وجل إليها أن اسكـتي يا كعبة ولا تفخري على كربلاء فإنها البقعة المباركة التي قال الله فيها لموسى إني أنا الله،  وهي موضع المسيح وأمه في وقت ولادته).

 

وها هو معمم منهم يكذب على الأئمة فينسب إليهم قولهم: لو حدثتكم عن فضل زيارة قبر الحسين لم حج أحد منكم إلى بيت الله

 

وهذا مقطع لمعمم ضال مضلّ آخر يصلي في البيت الحرام فيستدبر الكعبة المشرفة، وييمم وجهه شطر كربلاء:

ومن عقائد المجوس الجدد أن المهدي الخرافة سيقوم بهدم الكعبة و ينقل الحجر الاسود الي الكوفة ويقتل بني شيبة-سدنة البيت الحرام منذ الجاهلية حتى اليوم-!
 ((إذا قام المهدي هدم المسجد الحرام ….وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سرقة الكعبة ))(الإرشاد للمفيد ص411وانظر الغيبة للطوسي ص282)

وكيف يمكن أن يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي؟ مع أن المسجد الحرام هو قبلة المسلمين كما نص عليه القرآن وبين أنه أول بيت وجد على وجه الأرض،  وكان رسول الله صلوات الله عليه قد صلى فيه،  وصلى فيه أيضاً أمير المؤمنين علي والأئمة من بعده وخصوصاً الإمام الصادق الذي مكث فيه مدة طويلة.
لقد كان ظننا أن القائم سيعيد المسجد الحرام بعد هدمه إلى ما كان عليه زمن النبي صلى الله عليه وآله وقبل التوسعة،  ولكن تبين  أن المراد من قوله:( يرجعه إلى أساسه ) أي يهدمه ويسويه بالأرض،  لأن قبلة الصلاة ستتحول إلى الكوفة.
روى الفيض الكاشاني: ( يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل،  مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم .. ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه ) (الوافي 1/215).