30 محرم 1437

السؤال

زوجتي خرجت من غير إذني لتفطر عند أهلها في رمضان.. حيث كنت مدعوا على الإفطار خارج المنزل.. وعندما طلبت الذهاب لأهلها رفضت.. ثم فوجئت أنها ذهبت فكلمت والدها وعاتبته في خروجها من غير إذني فلم يعلق على ذلك.. ثم رجعت زوجتي بعد يومين لكني لغضبي مما حدث أرجعتها مع خالها إلى بيت أهلها وهي معهم إلى الآن، مع العلم بأن لدينا طفلين..!
فماذا أفعل.. أرجو الرد والاهتمام بالموضوع وجزاكم الله خيرا.

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي الكريم في موقع المسلم.. وفقك الله لما يحبه ويرضاه ويسر أمرك وأصلح ذات بينك.
مشكلتك تتمثل في خروج زوجتك بغير إذنك إلى بيت أهلها، وذلك بعد أن طلبت منك السماح لها فرفضت، وما ترتب على ذلك من غضبك وإرجاعها إليهم بعد عودتها.
أخي الكريم
لا شك في أن طاعة الزوج من أعظم ما افترضه الله تعالى على كل زوجة، ومن ذلك طاعتها له في خروجها من بيته.. وعدم مخالفته في ذلك.
ولكن أخي دعنا نضع الأمر في إطاره دون غلو أو شطط!
وليكن في علمك الكريم أن النظرة الشاملة للأمور في شؤوننا كلها تساعدنا كثيرا على الإنصاف وحسن تقدير الأمور والتعامل مع المواقف المختلفة.
ومن هذا المنطلق يمكنك النظر معي إلى العديد من الملابسات التي تحيط بالأمر وتجعل موقف زوجتك أهون من تلك الحالات التي تنطوي على عناد ونشوز وإساءة. ومن ذلك:
• أن خروجها كان لبيت أهلها.
• وأنها استأذنت منك قبل ذلك لكنك رفضت!
• وأن ذلك كان للإفطار معهم في رمضان في يوم أنت فيه مدعو وحدك في مكان آخر!
أخي الفاضل..
إن ذكر هذه الملابسات وتعدادها ليس لتسويغ خروج زوجتك بغير إذنك؛ ولكن - كما سبق - لوضع الأمر في إطاره المنصف الرحيم!
فما كان ينبغي لك أخي أن تشق عليها في مثل هذا الموقف الذي لم تطلب فيه أكثر من الإفطار في بيت أهلها في يوم من شهر رمضان المبارك، وأنت مدعو في مكان آخر! بل إن سماحك لها في مثل هذه الحال هو من أنسب ما يكون!
كما أشير إلى أن صمت والدها أمام عتابك يدل على احترام وتقدير لك؛ وليس خلاف ذلك كما يحاول الشيطان أن يوقع بينكما! فلو شاء أن يبادلك العتاب لقال إن الأمر يسير ولم يكن يستحق التعنت فلا بأس من حضورها معهم أفضل من إفطارها وحدها! ولكنه سكت سكوتا أحسبه تقديرا لغضبك واحتراما لك.
ومن ثم فإني أدعوك أخي لمراجعة الأمر ووضعه في نصابه، والذهاب لبيت أهل زوجتك في زيارة ودية هادئة ترجع بعدها بزوجتك ووولديك، ليس إلى البيت فحسب.. ولكن إلى رؤية أوسع للأمور مستقبلا تحرص فيها الرفق والرحمة بأهل بيتك؛ فلا تتعنت في أمور يسيرة؛ لتعينهم على طاعتك بالمعروف.. وقدوتك في ذلك خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي "ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما".
كما أؤكد على دعوتك للنظرة الشاملة للأمور والتي تعينك على الإنصاف في الحكم وتقدير المواقف.
يسر الله أمرك ووفقك لما يرضيه وبارك لك في أهلك وولدك.