خلايا الإرهاب الرافضي بالخليج
1 ذو القعدة 1436
د. زياد الشامي

لم يك خبر ضبط خلية الإرهاب الرافضي التابعة لحزب اللات اللبناني التي تم اكتشافها في الكويت أول أمس الخميس بالخبر المفاجئ أو غير المتوقع , فالتركيز الرافضي على منطقة الخليج ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار فيها , بعد أن عاث في بلاد الشام – العراق وسورية ولبنان - واليمن فسادا ......بات أمرا مكشوفا و مفضوحا , وقد حذر منه الكثير من المفكرين المسلمين منذ فترة ليست بالقصيرة .

الجديد في الخبر هو اعتراف أفراد الخلية التي تم القبض على أربعة منهم بانتمائهم إلى حزب اللات اللبناني حسب مصدر أمني رسمي في الكويت , وهو ما يسد باب التشكيك والكذب والمراوغة في هوية الخلية , والتي دأب أتباع وأبواق وأزلام الرافضة من سياسيين وإعلاميين عند كل حادثة مشابهة على محاولة اللف والدوران على حقيقة أن مصدر الإرهاب في المنطقة هم الرافضة وليس غيرهم .

كما أن الجديد في الخبر هو كمية الأسلحة التي تمت مصادرتها من هذه الخلية , حيث ذكر بيان وزارة الداخلية الكويتية أنها ضبطت ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة في حفرة عميقة ومحصنة بالخرسانة في مزرعة بمنطقة العبدلي قرب الحدود مع العراق، وأسلحة أخرى في منزلين بأماكن لم يعلن عنها.

ويكفي أن نذكر أن من بين ما تم ضبطه : حوالي 19 طنا من الذخيرة ، فضلا عن 144 كيلوغراما من مادة تي أن تي ، وقذائف صاروخية وقنابل يدوية وصواعق وأسلحة ومادة ومواد أخرى شديده الإنفجار , و65 سلاحا متنوعا وثلاثة (ار بي جي) و204 قنابل يدوية اضافة الى صواعق كهربائية......وهو ما يكفي ليس لزعزعة أمن واستقرار الكويت فحسب , بل لدول خليجية مجاورة أخرى أيضا .

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الأسلحة والذخائر كانت معدة لأعمال إرهابية داخل الكويت , وأن أفراد الخلية اعترفوا بأنهم كانوا ينتظرون ساعة الصفر لتنفيذ تفجرات لإشاعة الفتنة المذهبية والطائفية فيها ...

وإذا ربطنا هذه الاعترافات باعتراف أحدهم بالسفر إلى لبنان أكثر من مرة , وأنهم التقوا بقيادات فاعلة في حزب اللات , ناهيك عن التدريبات التي تلقوها هناك عن كيفية التعامل مع الأسلحة وحملها وتخزينها وساتخدامها ....فإن كل ذلك يشير إلى مدى تورط الرافضة في مشروع زعزعة أمن واستقرار دول الخليج تمهيدا لاستكمال مشروعها الصفوي التوسعي في المنطقة , والذي بات مؤخرا يواجه الكثير من العقبات خصوصا بعد عاصفة الحزم والأمل في اليمن , وتقدم الفصائل الإسلامية في سورية على حساب قوات النظام والمليشيات الصفوية هناك .

إن حادثة ضبط هذه الخلية الرافضية تكشف كذب ونفاق الرافضة , وتزيد حقيقة وجوب عدم الوثوق بهم وبوعودهم أو مفاوضاتهم أو كلامهم اللين المعسول على طول الخط , ففي الوقت الذي زعم نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس الجمعة أن بلاده تنوي إجراء مفاوضات مع الدول الخليجية الست لتجسير الخلافات بشأن الصراعات في سورية واليمن ...يتم ضبط خلية إرهابية رافضة تحاول العبث بأمن الكويت !!

ومن الملاحظ أن الخلايا الإرهابية التي تم ضبطها في الكويت مؤخرا هي خلايا إما تابعة لتنظيم ما يسمى "داعش" , والتي تم ضبط خمسة منهم نهاية الشهر الماضي , أو تابعة للرافضة كما هو حاصل في الخلية الجديدة , وهو ما يثير علامات استفهام جديدة حول مدى توافق الأهداف والنتائج التي تسعى كل من "داعش" والرافضة لتحقيقها في دول الخليج من وراء عمليات الإرهاب في مساجدها على وجه الخصوص .

وإذا حاولنا أن نجد تفسيرا لردة فعل حزب اللات وأمينه العام من حادثة تفجير مسجد الصادق بالكويت في 26 من الشهر الماضي , حيث أشاد حينها حسن نصر اللات بالسلطات الكويتية موجها لها التحية إزاء تعاطيها مع الحادثة .....مع سلوكه المخالف تماما لهذه الإشادة و تلك التحية من خلال محاولته زعزعة أمن واستقرار الكويت بزرع خلية تخزن كل هذه الكمية من الأسلحة لتنفيذ عمليات إرهابية....فإن التفسير الوحيد هو أن الكذب والنفاق والتقية هي العقيدة الأهم التي يدين بها الرافضة .

ليست هذه هي المرة الوحيدة التي ينكشف فيها سوء نية وسلوك الرافضة تجاه أمن الكويت , فتاريخهم في هذه الدولة الخليجية مليء بالمحطات المشابهة المخزية , فقد حاولوا عام 1985م اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح بالتنسيق مع حزب الدعوة العراقي الرافضي الحاكم الآن في بغداد , كما قاموا باختطاف الطائرة الكويتية "الجابرية" لمحاولة الضغط على الحكومة الكويتية حينها لإطلاق سراح المتهمين بمحاولة اغتيال أمير البلاد .

إن محاولات عبث الرافضة بأمن دول الخيج باتت لا تحتاج إلى دليل أو برهان , فقد تحولت إلى أمر واقع تثبتها الحوادث والأيام , فهل ستنخدع الدول الخليجية والسنية عموما بعد كل هذا بمراوغات وأكاذيب طهران ؟!!