في مهلكة الأسد.. ثمن الإنسان رصاصة
26 شوال 1436
منذر الأسعد

كان العقيد حسان الشيخ في سيارة تمر بميدان من ميادين اللاذقية، وكان كبير الشبيحة: سليمان هلال الأسد يمر في المكان نفسه، وأشار إلى العقيد أن يعطيه أفضلية المرور عنوة- تلك هي الطريقة السائدة منذ تسلط العائلة الكريهة على سوريا-.. لكن الضابط النصيري أبى الخضوع، استناداً إلى رتبته العسكرية وانتمائه الطائفي في مرحلة حرجة للعصابة الحاكمة،  حيث يتهرب الجميع من الخدمة العسكرية المميتة.

 

لا ندري إن كان العقيد فعل فعلته وهو يعرف أنه يناطح سليمان الأسد، أو ظن أنه يصارع شخصاً أقل منه أهمية في سُلَّم الطبقية المافيوية الأسدية: بشار ثم إخوته ثم أبناء عمومته وخؤولته ثم كبار المجرمين من الطائفة ثم أوساطهم فصغارهم... ثم عملاؤهم من الطوائف الأخرى ...

 

 

المهم أن سليمان الأسد أنهى الخلاف بالأسلوب النمطي في ظل حكم عائلته القبيحة:أفرغ عدة رصاصات في رأس العقيد العنيد فأرداه قتيلاً.. وأكمل رحلته غير الميمونة بكل بردوة أعصاب ولا مبالاة!! فهو مثل جميع أوغاد الطاغية لا يكترث لمقتل مليون إنسان.. مع أن الإنسان السوي إذا قتل بسيارته قطة من غير قصد يضطرب ويشعر بندم وألم.. فتلك فطرة الله التي فطر الناس عليها..

 

 

مسيرة تأييد للقاتل الأكبر
شعر جمهور النصيريين باستياء شديد من الجريمة فأخذوا يكتبون بغضب في مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بالقصاص من القاتل.. ثم تجمهرت أعداد منهم في ميدان الجريمة، لتأكيد مطالبتهم نفسها، لكنهم دأبوا خلالها على تجديد خضوعهم لبشار –القاتل الأكبر وابن عم غريمهم والمسؤول عن تسليط أقربائه عليهم-..

 

 

 

بالطبع، لم تفرّق أجهزة البطش الأسدية ولو بخراطيم المياه..لأنهم ليسوا من أعداء الطاغية ( أهل السنة) وإلا لانهال عليهم الرصاص الحي مثل المطر الغزير!!
لماذا يفرقونهم وهم يجددون عهد عبوديتهم للطاغية؟

 

لماذا يسيئون إليهم ولو بكلمة، وهم لم يطالبوا بأكثر من محاسبة المجرم؟
هم ينفّسون عن عتبهم، وسوف يعودون إلى أسلحتهم لقتل مزيد من المسلمين السوريين.. وهنا مربط الفَرَس كما يقال.

 

هذا من ناحية العصابة الحاكمة، وأما في جهة الطائفة القاتلة،  فقد برهنوا للمرة الألف، أن الطائفية البغيضة الحقود هي دينهم.. فقتل نصف مليون سوري لم يحرك لهم رمشاً.. بل إنهم يشاركون في إراقة تلك الدماء بغطرسة وفخر..
كل ما هيّجهم أنهم قدموا أكثر من نصف شبابهم لنصرة الطاغية، فهل يكون هذا جزاءهم؟
لسان حال الطاغية يقول لهم: أنتم لا تدافعون عني وإنما عن مكاسبكم الهائلة، التي لولاي ولولا أبي الهالك من قبل، لما حلمتم بالحصول على 1 من 1000 منها..

 

 

 

 

السيناريوهات المعتادة
جريمة سليمان الأسد ليست نشازاً .. فهذا هو سلوك العائلة منذ الثمانينيات من القرن الميلادي المنصرم، حيث ظهر مصطلح الشبيحة نتيجة ممارسات أبناء إخوة حافظ الأسد في النهب والتهريب والقتل والاعتداء على الكرامات والأعراض..
وهناك آلاف الحوادث الموثقة، بالأسماء والتواريخ والشهود..
ما أعطى الجريمة الأخيرة بعداً أكبر أمران: شخصية الضحية والظروف المحيطة بالنظام وحاضنة شروره..

 

 

وعلى الفور، قامت أجهزة القمة الرسمية بتهريب سليمان الأسد إلى مكان آمن في ضاحية الإجرام جنوب بيروت بحماية الإرهابي الفظ حسن زمِّيرة –بحسب التسمية الشعبية السورية لنصر اللات-  ريثما تهدأ الغضبة النصيرية العابرة..
ومع ذلك، فقد أكمل المجرم غطرسته فنشر على الفيسبوك وعيده الشديد لكل الذين طالبوا بمحاسبته!!
وكتب مجرمون مناصرون له يشتمون القتيل ويؤكدون للطائفة الكريهة، أنها لا تساوي شيئاً لولا عائلة الأسد!!

 

 

وفي الوقت نفسه، بدأت السيناريوهات المعتادة لدى العصابة الأسدية، فبدأ تلفيق الموضوع كله، واتهام شخص مختلق – مسلم طبعاً- قتل العقيد حسان الشيخ.. ويذكر السوريون كيف قتلت عائلة المافيا الأسدية رئيس الوزراء  الأسبق محمود الزعبي- وهو تحت سلطتهم في الإقامة الجبرية- ثم أعلنوا أنه انتحر..وبعد سنوات قتلوا اللواء غازي كنعان بثلاث عشرة طلقة وأعلنوا أنه انتحر بمسدسه!! وقتلوا رفيق الحريري واتهموا العدو الصهيوني!

 

 

إنها عائلة أدمنت الولوغ في الدماء منذ أن تسلطت على سوريا على حين غفلة من أهلها يدفعون ثمنها اليوم باهظاً.