14 شوال 1436

السؤال

أنا شاب من الجزائر، أود الارتباط بفتاة أجنبية تقيم بفرنسا، لديها عمل وسكن للاستقرار والعيش فيه على سنة الله ورسوله، فما توجيهكم؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائل الكريم: الأصل أن يبحث الإنسان المؤمن عن امرأة صالحة تقية، تخشى ربها، وتحب دينها، ذات خلق حسن، وأصل طيب، وأسرة قد ربتها وعلمتها محاسن العادات.
كما ينبغي أن تكون كفئا له، وأن تكون قادرة على تربية أولاده تربية إسلامية حقة.
كما ينبغي أن يبحث المؤمن عن إنسانة تعلم أصول دينها، وما يلزم من فروعه، بما يمكنها تعليم أبنائها ذلك، ومعرفة حقوق زوجها الشرعية.
إلى تلك الصفات السابقة فاسع، وابحث، ولا تستعجل، فالزوجة هي صاحبة العمر، والاختيار يحتاج حكمة وعقلاً ودراية.
أما حول سؤالك، فلا شك أن الإسلام قد أباح الزواج من الكتابيات – اليهوديات والنصرانيات – لكنه اشترط أن تكون فتاة محصنة عفيفة، فإن لم تكن محصنة عفيفة لم يجز لك الزواج بها لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة:5].
أما إن كانت أجنبية كافرة، لا دين لها، أو ليست نصرانية أو يهودية، كأن تكون ملحدة أو بوذية أو تابعة لأية ديانة أخرى؛ فلا يجوز الزواج بها مطلقاً حتى تسلم وتدخل في الإسلام، فقد بيَّن تعالى أن المؤمنة ولو كانت أَمَةً خير من المشركة ولو أعجبَتْ الناسَ. قال تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}..
والعلة في ذلك قوله تعالى: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة:221].
غير أني بعد ذلك كله أنصحك بالزواج من المؤمنة التقية الخلوقة. فهي الخير الباقي لك، حتى لو كانت أقل مالا وجاها.
كما أحذرك من الزواج من اليهوديات الصهيونيات، فهو وإن كان جائزاً إلا أن حال اليهود في عصرنا به مكرٌ شديدٌ للإسلام.