عار أوربا بقلم أوربي
28 رمضان 1436
منذر الأسعد

تعلمنا من ديننا الحنيف أن نقول للمحسن: أحسنتَ، وللمسيء: أسأتَ..

لذلك أشهد للصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك بأنه كان يكتب بضمير يقظ، عندما سطَّر مقالته: العار على أبواب أوروبا، والتي وثَّق فيها نذالة التعامل الأوربي مع اللاجئين السوريين، الذين تسبب الغرب نفسه بمضاعفة مأساتهم، من خلال منع الثوار من الحصول على أسلحة يدافعون بها عن شعبهم الأعزل، الذي يستمتع الغرب كله بأنهار دمائه المتدفقة على يد هولاكو العصر بشار الأسد، بمساندة علنية مفضوحة من خامنئي وأذنابه من قطعان القتلة الطائفيين المسعورين.

 

قال فيسك في مقالته الضافية بصحيفة إندبندنت الرصينة: جئت اليونان لأغطي الخروج المحتمل لليونان من الاتحاد الاوروبي أهم وحدة أوروبية قامت بعد الحرب العالمية الثانية لكني وجدت عار أوروبا على الحدود المشتركة بين اليونان ومقدونيا بدلا عن ذلك”.

 

وأكَّد فيسك أن عشرات من اللاجئين العرب الفارين من الحروب الاهلية في بلادهم أظهروا له الجروح والندبات التى أصيبوا بها عندما اعتدى عليهم أفراد عصابات على الحدود المقدونية، وفق شبكة ”بي بي سي”.

 

ويستطرد الكاتب قائلاً: “لنتفق على ألا نسميهم حرس الحدود رغم أنهم رسمياً كذلك لكن سأسميهم ميليشيا الحدود المقدونية”.

 

ويوضح فيسك رجال ونساء أغلبهم من سوريا من درعا ودير الزور وحلب ودوما وغيرها فروا معا من سوريا ووصلوا إلى مقدونيا كلهم اشتكوا من السرقات التى يتعرضون لها على طول الطريق.

 

وينقل فيسك عنهم أن أغلبهم قاموا بالسير مسافات طويلة ربما 20 ميلاً في شمال اليونان في درجة حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية لأنهم لايسمح لهم بركوب المواصلات العامة.

 

ويضيف: بعضهم يعاني من الحروق وبعضهم من إصابات أخرى ووسط ذلك كله يقف أحدهم ليتحدث مع إحدى الناشطات في الإغاثة قائلا لها “انظري.. أعرف انك تحاولين مساعدتنا لكن بالنسبة لكل هؤلاء أليس هناك ما يمكن فعله لدعمهم؟ إنهم مسالمون لم يرتكبوا جريمةً. إنهم فقط يفرون من الحرب والموت”.

 

الغرب المنافق لن يكترث بصراخ فيسك وقلة من أمثاله هناك، لكن قيمة شهادته وأشباهها، أنها لا تترك لساسة الغرب المنافقين فرصة لمزيد من مخادعة العالم بأن يقولوا: لم نكن ندري!!