داعيات: رمضان فرصة ذهبية للمرأة الداعية لذاتها ولدعوتها
11 رمضان 1436
هند السهلي


د. فاطمة الجارد:
صلاة التراويح فرصة للدعوة بأمر الأبناء لصلاة التراويح وفرصة لتصحيح الأخطاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
 د. نوال الغنام:
النفوس في رمضان مهيأة للطاعة وعلى المرأة الداعية أن تستثمر ذلك بذكاء وفطنة وحكمة
 د. منيرة القاسم:
والمرأة بطبعها ورقة قلبها أكثـر إقبالاً على الله وأشد رغبة في كل عمل صالح يثقل ميزانها يوم الحساب
 مطرة القحطاني:
على المرأة المسلمة أن تهتم بنفسها وروحها بأن تقوِّي إيمانها بكثـرة التقرّب بالنوافل من الصيام والقيام

 

 

تحقيق: هند السهلي
 لقد تفضَّل الله تعالى علينا بشهر كريم كله خير ونور ورحمة فيه أنزل القرآن الذي كان هدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان.
قال تعالى:( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
البقرة: ١٨٥.
لقد خصَّ الله تعالى هذا الشهر بخصائص وفضائل جمَّة ميزته عن باقي الأشهر ولعل أهم هذه الخصائص والفضائل لهذا الشهر الفضيل الدعوة إلى الله.

 

 

الخير أقبل
 صدقت والله أ. حفصة العطاس رمضان فيه فرصة لكل أمر حسن وفيه إقبال كبير على الخير والإصلاح وتكمل قائلة لا شك أن للمرأة دوراً مهماً في إصلاح المجتمع وتوجيهه، ولذا فإن الإسلام أكد على أهمية إصلاح المرأة وتأهيلها لهذا الدور العظيم، ثم بث فيها هذه الروح الطيبة التي تدفعها إلى العمل، وذلك في عدة نصوص مثل قوله صل الله عليه وسلم» النساء شقائق الرجال» وغير ذلك من النصوص التي تبين أن للمرأة دوراً في المجتمع لا بد أن تؤديه وتحرص عليه.
والدعوة إلى الله جلَّ وعلا من أعظم الأمور التي يجب على المرأة العناية بها ورعايتها، خاصة في هذا العصر الذي طغت فيه الفتن وتجاوزت الحد وابتعد كثير من الناس عن الدين الصحيح وانفتحوا على الغرب بما فيه من انحرافات وفساد في العقيدة والأخلاق والقيم وغيرها.

 

 

 

محاربة الجهل والتقليد الأعمى
 تكمل أ. حفصة العطاس أما فضائل الدعوة وثمراتها التي تعود على الأفراد بخاصة، وعلى الأمة بعامة فلا تكاد تحصى، وأدلةُ الوحيينِ مليئةٌ بذلك، متضافرة عليه.
فالدعوة إلى الله طاعة لله، وإرضاءٌ له، وسلامةٌ من وعيده.
والدعوةُ إلى الله إعزازٌ لدين الله، واقتداءٌ بأنبيائه ورسله، وإغاظةٌ لأعدائه من شياطين الجن والإنس، وإنقاذٌ لضحايا الجهل والتقليد الأعمى.
والدعوةُ إلى الله سبب في زيادة العلم والإيمان، ونـزول الرحمة ودفع البلاء ورفعه.
وهي سبب لمضاعفة الأعمال في الحياة وبعد الممات، وسبب للاجتماع والألفة، والتمكين في الأرض.
والدعوةُ إلى الله أحسنُ القول، فلا شيء أحسن من الدعوة إلى الله: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
فصلت: ٣٣. وهدايةُ رجلٍ واحدٍ خيرٌ من الدنيا وما عليها، والدعاةُ إلى الله هم أرحمُ الناس، وأزكاهم نفوساً، وأطهرهم قلوباً، وهم أصحابُ الميمنة، وهم ورثة الأنبياء.

 

 

 

يا مسلمة كوني كما الغيث أينما حل.. نفع المرأة في الدعوة أكـثـر تأثيراً
 وتقول الدكتورة منيرة بنت عبد الله القاسم أستاذ مساعد أصول التربية الإسلامية: إن الدعوة إلى الله كلها خير وبركة للرجل والمرأة في كل زمان وكل مكان، ولكن الأزمان تتفاضل فمواسم العبادات فرص يجب اغتنامها واستثمارها في الدعوة إلى الله حيث القلوب مقبلة على الطاعات مدبرة عن الشهوات والمعاصي. ومن هذه الأزمان شهر الخيرات والطاعات؛ شهر رمضان المبارك، حيث تصفو النفوس بصيام النهار وتلين القلوب بقراءة القرآن وتخشع مع قيام الليل، فيعيش المرء مع كلام الله ويتدبره فيندم على ما أقدم من ذنب، ويُقبل على العبادات والطاعات ويسعى للخيرات من إطعام للطعام ودفع للصدقات ومساعدة المحتاجين رغبة في كسب الأجر والثواب.
والمرأة بطبعها الكريم ورقة قلبها وعاطفتها نجدها أكثر إقبالاً على الله وأشد رغبة في كل عمل صالح يثقل ميزانها يوم الحساب، لذا هي أكثر تأثيراً وتأثراً في الدعوة إلى الله والاستجابة لها في هذا الشهر الكريم.

 

 

 

 

رمضان أرض خصبة للدعوة
 تذكر د. نوال بنت حسن الغنام عضو تدريس بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة القصيم بأن النفوس في رمضان مهيأة للطاعة والإقبال على الله وعلى المرأة الداعية التي تريد أن يكون لها نصيب في الموسم العظيم أن تستثمر ذلك بذكاء وفطنة وحكمة وقوام ذلك كله ماذا تقول للنساء؟ وكيف تقوله؟ ونحن نعلم جميعاً أن محاضن الدعوة والاجتماع النسوية قليلة في رمضان لأننا نعلم انشغال المرأة في بيتها عليه يجدر بالداعية أن تحدد مواضع الحديث ويحسن بها أن تركز على البشائر وعلى القربات والإحسان وفضل ذلك كله، وتتجنب ـ قدر استطاعتها ـ لوم الناس على تقصيرهم وتفريطهم ونقد حال الناس ومدى بعدهم عن الله ولتعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من قال هلك الناس فقد أهلكهم» كما يحسن بالداعية أن يكون تذكيرها مختصراً ومُركزاً فإنه صلى الله عليه وسلم حين تحدث عن الخطيب أشار إلى أن قصر الخطبة وطول القراءة.
تقول الأستاذة منيرة القاسم: رمضان فرصة سانحة خصوصاً للمرأة لتعدد مجالات الدعوة فهي داعية في محيط أسرتها أولاً؛ هي راعية في بيتها مؤثِّرة فيه، توجه الـصغار وتعلمهم وتغرس فيهم القيم الإسلامية في كل لحظة وكل موقف من خلال تعلم آية أو مراجعة حديث نبوي مع وجبة سحور أو سويعات انتظار أذان المغرب، من خلال جلسة تدبر لآيات الله بعد صلاة الفجر أو العصر، من خلال تذكير بنعمة الله على وجبة الإفطار أو بعد أداء صلاة التراويح . كما أن الزوجة الصالحة تعين زوجها على طاعة الله وتحثه على ترك ما لا يُرضي الله تعالى بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن والتحلي بالصبر والأخلاق الفاضلة وتتعاون معه للدلالة على كل خير وكل عمل يقرب إلى الله وإلى جنته.

 

 

 

فرص دعوية كثيرة فمن يفطن لها
 تسرد د. فاطمة الجارد التسلسل الزمني اليومي توضح فيه كثرة وعظم الفرص المتاحة للدعوة في شهر رمضان:
ـ وقت السحور فرصة للاستغفار والدعاء وتذكير بنزول الله إلى السماء الدنيا ورد في رواية نصف الليل وفي رواية ثلث الليل وورد أيضاً إذا كان في آخر ساعة ينزل الله في السماء الدنيا ويقول هل من داع استجيب له وهل من مستغفر فاغفر له خاصة إذا كانت العائلة تجتمع لسحور وهو فرصة أيضا لتذكير بآداب السحور كما ورد في السنة كفضل التسحر على التمر وكذلك صلاة الضحى وصلاة الإشراق واختلف العلماء في صلاة الضحى هل صلاة الضحى هي صلاة الإشراق منهم من قال إنها صلاة واحدة ومنهم من قال إنها صلاتين مختلفتين ورمضان فرصة لتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى بهذه الصلاة مما ورد في فضلها قول صلى الله عليه وسلم: «من صلى أربعاً في أول النهار كفي آخره».
ـ انتظار الصلاة له فضلان أن الملائكة تدعو لمن ينتظر الصلاة، اللهم اغفر له اللهم ارحمه , والفضل الثاني تفتح فيه أبواب السماء خاصة لمن ينتظر الصلاة من صلاة إلى صلاة مثلاً: ينتظر من صلاة الظهر إلى العصر أو من العصر إلى العصر أو من المغرب إلى العشاء حسب وقت العبد وما يناسبه فيغتنم المسلم على الفضل العظيم.
ـ حث الأبناء والزوج على صلاة الفجر جماعة.
ـ انتظار صلاة الإشراق في مصلانا كما ورد في الحديث أن من جلس في مصلاه بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس فصلى ركعتين كانت كأجر عمرة تامة تامة وهذا الحديث اختلف العلماء فيه منهم من صححه ومنهم ضعفه وكثير من العلماء عمل به.
ـ السنن النوافل منها السنن الراتبة الاثنتا عشرة ركعة التي أوصى بها النبي صل الله عليه وسلم.
أما الركعات الأربع قبل صلاة العصر فليست من النوافل لكن ورد فيها حديث رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً.
ـ وقت اجتماع العائلة على الإفطار بتذكير بعضها بعضاً بآداب وسنن الحبيب صل الله عليه وسلم على الإفطار كتعجيل الإفطار والإفطار على تمر وماء وعدم ملء المعدة بالطعام والدعاء قبل الإفطار وغيرها من السنن.
ـ صلاة التراويح فرصة لدعوه بأمر الأبناء بصلاة التراويح وفرصة لتصحيح الأخطاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ففرصة لداعيات بالتنبيه على هذه الأمور وغيرها كتسوية الصفوف في الصلاة وسد الفُرج لكي لا تدخل الشياطين من هذه الفُرج بينهم.

 

 

 

رمضان فرصة لتغذية القلوب
 أما أ. شيخة المري بكالوريوس رياضيات مديرة دار نسيبة بنت الحارث لتحفيظ القرآن الكريم فتقول: على المرأة المسلمة ألا تضيع فرصة الشهر الكريم في التفنن في أصناف الأطباق وتنوعها وكأن رمضان فرصة فقط للتفنن في أشهى المأكولات، بل تستغل جميع لحظاته بالطاعات والعبادات وتحتسب الأجر بكل أعمالها وتحرص ألا يقتصر نفعها لشخصها، بل هي داعية في بيتها ولأولادها وفي خروجها للمسجد أينما ذهبت تحتسب كونها داعية لله وأي خطأ في طريقها تقومه وتنصح وتناصح وتوضح وإن كانت ممن فتح الله عليها تجعل لها درس أسبوعي لأهل الحي ليعم النفع وتكشف الجهل عن فتيات أمتها فهي كالقمر ليلة النصف بدراً للحي بعلمها ليس ذلك فحسب، بل هناك برامج التواصل تجعل لها في كل يوم بصمة أو نصيحة مؤثِّرة من القلب فقد يستقيم بها كثير بشرط ألا يضيع وقتها سدى في تلك البرامج وقبل ذلك كله لا بد من الاستعانة بالله فما وفق شخص لأمر إلا بإرادة الله.

 

 

 

 

الكون كله يسير بنظام متقن
 وتحذَّر أ. مطرة القحطاني بكالوريوس لغة عربية ومعلمة حلقة بدار فاطمة الزهراء بالرويضة من ضياع الوقت فتقول: من السلبيات تضييع الأوقات كم هي مؤلمة هذه الفكرة! لقد ذكر حبيبنا صل الله عليه وسلم في الحديث نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؟ (الصحة والفراغ) إن من عظم شأن الوقت أن أقسم به الله العلي العظيم في كتابه في عدة مواضع منها (والعصر) ومنها (والفجر وليال عشر) ومنها (والضحى) ومنها (والليل إذا يغشى) وجاء في الحديث عن الحبيب صلى الله عليه وسلم: يسأل العبد عن أربع ومنها (عن عمره فيما أفناه). علينا أن نحاسب أنفسنا كل وقت فلتسأل نفسك» منذ أن أصبحت اليوم إلى وقتك الآن.. ماذا فعلتم هل صلتم الفرائض والنوافل؟! هل تصدقتم؟! هل عملتم عمل خير لوجه الله صلى الله عليه وسلم؟! هل وهل وهل ….إلخ.
عليكم من الآن أن تضعوا خطة لكم تسيرون عليها وتكون مدونة بأهداف وضعوا لكم منهجية تكون متدرجة .مثلاً: (خلال الشهر اختم القرآن تلاوة وليس حفظاً ولكن تلاوة بتدبر بتفهم( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
البقرة: ٢٧٨ هنا قفو مع هذه الآية.. اسأل نفسك: هل الآية موجهة لي؟ إذن ماذا أمرني الله فيها, ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
هنا أقف الله يتكلم عن الذين آمنوا فالحمد لله بفضل الله أنا مؤمن من هؤلاء الصنف إذن ماذا بعدها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
الله يأمرني في هذه الآيه بأن اتقيه إذن علي أن اتقي الله في السر والعلن.

 

 

 

 

 

الداعية الصامتة
 تنفي د. فاطمة الجارد قطعية هذه العبارة صحيح أن الداعية الصامتة الأكثر تأثيراً في أوساط الدعوة ولكن هذه القاعدة ليست على إطلاقها لأن الوحي سماع نزل بالسماع والدعوة, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم على الدعوة الصامتة, ولكن ليست كالدعوة بالقول فالدعوة الصامتة قد تكون أكثر تأثيراً في بعض المواقف وليس إطلاقاً ومن الأمثلة:
كمن تذهب للتراويح متسترة بلباس كامل ساتر فهذه دعوة صامتة.
الدعوة الصامتة في الأسرة كدعوة صامتة بقيامهما بالأعمال التي ذكرناها وتكرارها على مرأى الأسرة لتكون دعوة صامتة.
دعوة صامتة في العمل بالقيام بصلاة الضحى إذا كان هناك وقت بلا تعطيل العمل لأن العمل واجب وصلاة الضحى سنّة. وقراءة القرآن أمام الأبناء وأمام الزوج لتذكيره أو دعوة أحدهم لتسمع ما حفظته، وكذلك تقديم ربة البيت طعام الإفطار للزوج أو الأبناء لإرساله للمساجد وأماكن الإفطار الجماعية أو للجيران.

 

 

 

الدعوة لا تحتاج مؤهلاً علمياً
 توضح د. نوال الغنام الداعية الصامتة هي تلك التي لا ترى لها حساباً في قنوات التواصل الاجتماعي ولا يطبع اسمها في المحاضرات والندوات وربما لا تحتفظ لنفسها بشهادة تعليم ولكننا نراها في الشأن الاجتماعي تقوم على أسر عديدة محتاجة وربما ترى لها في الإصلاح الأسري وحل مشاكل الزوجات والبنات حضوراً وإسهاماً بالخير.
الداعية الصامتة هي تلك التي توزع الابتسام وتبذل المعروف ولا يعرف محيطها عنها مرض قلب أو سعياً بنميمة.
الداعية الصامتة هي تلك التي إذا ذُكرت بالله ذكَّرت بالوقت المناسب وتُعَرّف بالمعروف وتنكر المنكر بلسان طيب ووعظ حسن وإن لم تنكر بلسانها عُرف ذلك في مُحيَّاها؛ هذا النوع من الداعيات كثير، أسأل الله لهن التوفيق والسداد ودوام هذه الطاعة.
تستنتج أ. منيرة القاسم أنه إن كان الإلقاء والخطابة والكتابة من وسائل الدعوة التي اعتاد الناس عليها فإن الصمت قد يكون وسيلة أقوى لدى النساء، كيف؟
 لا شك أن الترجمة العملية للتعاليم الإسلامية وحسن الخلق وطيب المعشر والتواضع والالتزام بمنهج الله يجعل المرأة مقبولة ومحبوبة ممن حولها، مؤثِّرة فيهم بأخلاقها وبشاشتها وتعاملها والتزامها؛ فلا يزيد صمتها إلا إعجاباً بها ورغبة في محاكاتها وتقليدها والسير على خطاها، ولنا في رسول الله خير مثال فقد ملك القلوب بأخلاقه وحُسْن تعامله وكان خير مثال في الاستجابة لله ولأوامره؛ أحبه الناس وأحبوا أعماله وأخلاقه واقتدوا به، وكذلك كانت أمهات المؤمنين . فحري بكل امرأة أن تجعل نفسها قدوة صالحة في محيطها ومجتمعها تدعوهم بصمتها قبل كلامها وتدلّهم على الخير الذي سبقتهم إليه أماً كانت أو أختاً أو بنتاً أو جارة أو معلمة، وفي أي موقع كانت فيه.

 

 

 

الاستعانة بالله سبحانه
 تسرد أ. مطرة القحطاني مجموعة من الوسائل التي تعين المسلمة على الدعوة إلى الله وكلنا دعاة إلى الله فمن أولى الوسائل المعينة للمرأة المسلمة في الدعوة إلى الله هو
- (حسن الظن بالله والتوكل عليه وطلب العون منه وحده سبحانه ووجوب تصحيح النية لتكون صادقة وخالصة لله).
- الدعوة إلى الله بالقرآن الكريم فالله جلّ جلاله قد أيَّد رسوله صل الله عليه وسلم بالقرآن.
- التزوّد بالسنّة النبوية والعلم الشرعي فهما ركيزتان أساسيتان في الدعوة.. وكذلك القراءة في التربية فهي التي تساعد على الدعوة إلى الله بثبات ووضوح وحكمة وقوة في العرض الاستدلال.
- محاولة التأثير على صديقاتها في المدرسة أو الجيران والأقارب والأهل بالكلمة الطيبة والخلق الحسن.
- إقامة بعض البرامج المشتركة بين صديقاتها كأن تقرأ درساً من دروس سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وكيفية صبره وتحمله لأذى المشركين في الدعوة إلى الله.
- وكذلك إقامة المسابقات الثقافية والترفيهية بالمدرسة أو في الاجتماع الأسري بين الأهل والأقارب.
- عندما تلاحظ الداعية أي تقصير من الفتيات أو الأمهات في أي مكان تقوم مباشرة بنصحها وتوجيهها بطريقة محببة إلى القلب وليس بأسلوب فظ .
- الداعية يوجد لديها الآن أيسر وأسهل طرق للدعوة إلى الله وهي (برامج التواصل الاجتماعي) يمكنها من خلالها نشر الدعوة إلى الله والنصح والإرشاد والتوجيه.

 

 

لا إفراط ولا تفريط
 تقول أ. مطرة القحطاني الدعوة إلى الله مكلف بها كل إنسان مهما بلغ علمه الشرعي فما بالك بالتي تعلمت العلم الشرعي وجلست في بيتها فماذا ستقول لله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟!
فأقول على المرأة المسلمة أن تهتم بنفسها وروحها بأن تقوّي إيمانها وصلتها بربها بكثرة التقرّب إليه بالنوافل من الصيام والقيام وقراءة القرآن والتصدق وغير ذلك من أسباب إعانتها على الدعوة إلى الله.. وعليها الاهتمام بأولادها وتعليمهم وتربيتهم، ويجب الانتباه بأن دعوتها للأخريات لا تؤدي إلى إهمال أهل بيتها وأولادها، فهي داعية داخل بيتها وخارجه لا يصدها عن الدعوة أي شيء.

 

 

أعجبني قول إحدى الداعيات: (المرأة باستطاعتها الاحتيال على زوجها لتشتري أجمل الثياب لتبدو جميلة، لذلك عليها أن تحتال وتكيد لرفعة هذا الدين ونشر دعوة رسول الله صل الله عليه وسلم.
فلا بد للداعية أن تحبب زوجها وأولادها بالدعوة إلى الله لأن يكونوا عوناً لها في هذا الطريق.. ويجب على الداعية لكي توفق بين بيتها وأولادها وصلتها بربها أن تقوم باختيار الوقت المناسب للخروج بعد آن تكون قد أتمت أعمالها المنزلية وما يحتاج زوجها وأولادها من عناية واهتمام.

 

 

المصدر/ مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية