مؤامرة الرافضة على عرسال السنية
21 شعبان 1436
د. زياد الشامي

في الوقت الذي تزداد فيه أزمة حزب اللات الرافضي بعد هزائمه المتتالة في سورية , وخسائره الكبيرة والجسيمة في الأرواح والعتاد , حيث تقدر بعض المصادر الغربية والصهيونية خسائره بأكثر من ألفي رافضي , ناهيك عن الجرحى والمصابين .... تزداد معها شدة وطأة مؤامرته على لبنان بشكل عام وعلى أهل السنة فيها بشكل خاص , حيث يحاول الحزب الرافضي زج الجيش اللبناني في معركة بالوكالة عنه ضد أهل السنة في عرسال , الذين لا ذنب لهم إلا أنهم آووا المدنيين الهاربين من إرهاب طاغية الشام ومليشياته الطائفية .

لقد تجلى الوهن والضعف البادي على حزب اللات - بسبب ضربات جيش الفتح المستمرة - في تضحيته مؤخرا بحاجز العجمي الذي يعتبر أكبر صمام أمان لأهم معاقله في حي القاعة اليبرودي , وسحبه بعتاده الكامل إلى جرود القلمون لسد النقص الكبير في صفوف قواته المنهارة , ناهيك عن استعانته مؤخرا بلواء القلعة الشيعي - الذي تشكل من عشائر شيعية في بقاع لبنان الشمالي - لنجدته في جرود القلمون .

ومن يتابع التقارير والأخبار العسكرية الواردة من جبهات القتال في القلمون , والتي تشير إلى خسائر الحزب اليومية في معاركه مع جيش الفتح , يدرك مدى أزمة تورط الحزب في وقوفه إلى جانب طاغية الشام , ويوقن بمدى حاجة الحزب مؤخرا لمن ينقذه من هذا المأزق , ويبدو أنه لم يجد أفضل من توريط الجيش اللبناني في معركة عرسال ذات الغالبية السنية ليبرر تدخله في سورية غير المرغوب فيه من قبل الكثير من الأحزاب اللبنانية , وليضفي على حربه ذي الصبغة الطائفية على الشعب السوري لبوس وصبغة مكافحة ما يسمى المجموعات والتنظيمات الإرهابية .

ويبدو أن بعض ملامح بدء تنفيذ هذه المؤامرة قد بدأ , فقد أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية أن الجيش اللبناني قصف بالمدفعية والصواريخ مواقع لما قالت إنهم "مسلحين" في جرود عرسال - المناطق الجبلية الجرداء التابعة للبلدة - ذات الغالبية السنية في منطقتي المصيدة وضهر الجبل شمال شرق لبنان .

وعلى الرغم من تأكيد مصدر لبنانى مسئول أن "عمليات القصف التى يقوم بها الجيش اللبنانى لمواقع المسلحين فى جرود بلدة عرسال ليس لها علاقة بمعارك "حزب الله" فى المنطقة ، بل مرتبطة بالتطورات الميدانية والتحركات التى يرصدها الجيش للمسلحين ... إلا أن ائتمار الجيش بأوامر الرافضة من قبل , وحملاته المتكررة على أهل السنة تحديدا , بدعوى مكافحة "الإرهاب" الذي لم يتهم به رافضة لبنان مرة واحدة ,.... يؤكد انحراف الجيش البناني عن الحيادية , ويبرهن تنفيذه لأجندات طائفية لصالح مشروع طهران التوسعي , رغم أن كثيرا من أسلحة هذا الجيش ومعاداته العسكرية كانت بمساعدات خليجية !!

و الحقيقة أن إمكانية تورط الجيش اللبناني في معارك حزب اللات الطائفية على الحدود السورية مع جيش الفتح أمر غير مستبعد , خاصة مع محاولة الحزب فبركة بعض الشائعات لتبرير هذا التدخل , ومن هذه الشائعات ما ذكرته صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من "حزب الله" من أن أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي، دخل إلى بلدة عرسال متسللا الأحد الماضي بمرافقة اثنين من أبرز قادة التنظيم ، أحدهما المدعو أبو صهيب الذي كان يتولّى إدارة ملف المفاوضات في ملف العسكريين المخطوفين، نقلا عن "مصادر سورية في عرسال" .

وعلى الرغم من نفي مصادر مقرّبة من جبهة النصرة هذه المعلومات جملة وتفصيلا , مؤكدة أن "الشيخ لا يزال في الجرود يقود المعارك"...., إلا أن الجيش اللبناني لا يحتاج إلا لذريعة أو مبرر لتنفيذ رغبة حزب اللات على ما يبدو , وهكذا يترجح الوهم والشك والظن على اليقين لتحقيق ذلك .

وكعادة حزب اللات وزعيمه في طريقة استدراج الجيش إلى معركة لصالح أجندته الطائفية , يقوم الحزب بتهيئة الأجواء لهذا التدخل عبر أكاذيب وأراجيف حماية أمن لبنان واللبنانيين , بينما الحقيقة أن ممارسات الحزب هي من زجت بلبنان في وسط نار الحرب الدائرة في سورية منذ سنوات .

فقد خرج عميل طهران في لبنان - حسن زميرة - يوم الأحد الماضي داعيا بشكل صريح و واضح إلى مواجهة من سماهم "الجماعات التكفيرية" في عرسال ذات الأغلبية السنية , وهي الأكذوبة التي بات الجميع يعلم أنها تستخدم كشماعة لتنفيذ أجندة الرافضة في لبنان .

ليخرج بعد عدة أيام لينفي وجود أي نية لدى الحزب بدخول بلدة عرسال ، لافتا أن الحزب يقاتل في جرود عرسال وليس "عرسال نفسها" , مؤكدا أن "الدخول إلى بلدة عرسال هي مسؤولية الجيش والدولة" , وهو ما يشير إلى استدعاء رسمي للجيش بمشاركة الحزب في معاركه ضد من يصفهم "التكفيريين" وهم في الحقيقة أهل السنة عموما .

إن محاولة حزب اللات ربط عرسال بوادي النصارى وبجبال العلويين على الساحل السوري، لتحقيق مشروع ما يسمى "سوريا المفيدة" يستدعي بالضرورة تهجير السنة من شمال البقاع بحسب اعتقادات وتحليلات المراقبين , وهو ما يفسر اهتمام الحزب بتوريط الجيش في معركة وهمية مع من يسميهم "التكفيريين" لتهجير سنة عرسال من بيوتهم تحقيقا لأهدافه وغاياته الخبيثة .

فهل ستنجح مؤامرة الرافضة على عرسال السنية ؟! أم إن حنكة وحكمة جيش الفتح البادية في معركته مع الرافضة في القلمون ستفشل هذه المؤامرة كما أفشلت ثورة الياسمين حتى الآن المؤامرة الكونية العالمية المستمرة على جهاد أهل الشام ؟!