فيديو | هادي العبد الله يفحم أبواق الأسد
7 شعبان 1436
منذر الأسعد

لله در هذا الإعلامي المتألق دائماً: هادي العبد الله، الذي يستحق لقب: ضمير الثورة السورية، فهو يتابع محطات الثورة في مختلف أنحاء سوريا، بحسب الحاجة إلى التغطية، ويتعرض للموت في كل لحظة، وكأنه لا يبالي أيقع على الموت أم يقع الموت عليه.. حماه الله وحفظه..

 

هادي يحبه السوريون من كل أطياف الثورة، التي تشرذمت كثيراً وتفرق أهلها جماعات متنافرة، لكن الجميع متفقون على احترام هذا الشاب الجريء والإعلامي المتيز بصوته الصدّاح ونبرته التي تؤثر في المستمعين بصدقها وصفائها وعفويتها..

 

أحدث تألقات هادي كانت منذ يومين عندما هيَّأ الله عز وجل لمقاتلي جيش الفتح الأبطال، تحرير مستشفى جسر الشغور، بعد حصار دام نحو شهر..

 

فهي صفعة شديدة الإيلام للعصابة الأسدية وشركائها الطائفيين المستوردين من أنحاء الأرض، ليس لمجرد السيطرة على آخر معقل للعصابة في جسر الشغور فحسب، فما ضاعف وجع هذه الطعنة أن رأس النظام زعم لجمهوره المهزوم المأزوم، أنه سوف يفك الحصار عن المستشفى.. وطبّلت أبواقه وأبواق حزب اللات وأذياله في لبنان، وقناة العالَم الصفوية، للعهد الذي قطعه الطاغية على نفسه.. وانهالت الحمم على محيط الموقع تلقيها غربان بشار –طيرانه المسموح له دولياً بقتل السوريين حتى الآن-، وتحركت قطعان من فلول جيشه المبعثر من مناطق أخرى، يؤازرها نصر الله ومرتزقة أفغان، لكن مساعيهم باءت بفشل ذريع ولله الحمد..

 

فجأةً، سرَّب الثوار نبأ وصول مهندس الأنفاق لديهم إلى المنطقة، فقرر القتلة الفرار من معقلهم.. وترك لهم المجاهدون طريقاً محدداً نحو الجنوب، ليقعوا بعد ذلك في كمائن الثوار التي أحكموها، فلم ينجُ من المجرمين سوى عشرة أفراد وضابط واحد.. وانتشرت جثث كبار الضباط والجنود في المزارع بصورة كثيفة جداً..

 

هنالك لم يجد القتلة مفراً من العودة إلى سيرتهم الأصلية: إطلاق وصف النصر على هزائمهم النكراء.. فذلك هو دأب تجار المقاومة من حراس الاحتلال الصهيوني في الجولان، منذ تسليمه للعدو بلا قتال في سنة 1967م، يوم كان مؤسس الجملوكية حافظ أسد وزيراً للدفاع لتكون مكافأته تصعيده إلى الرئاسة ثم تحويل سوريا مزرعة له ولعائلته..

 

وهنا أفحمهم هادي بتصوير نثار بقايا جثثهم، وعرض بطاقاتهم العسكرية، ونشر أسماء الهالكين بالمئات.

 

بارك الله في هادي وحفظه من كل سوء وجعل جهده الفريد في موازين حسناته..وأكثر من أمثاله من الأصوات النقية النظيفة التي لا تباع ولا تُشترى وتصدع بالحق دون خوف من مخلوق، وتعرض الحقائق بأمانة.. فليس يخفى على متابعيه أن جميع المتربصين به من أعداء الثورة –وبعض المحسوبين عليها- لم يستطيعوا تسجيل زلة مهنية واحدة عليه، خلال مسيرته المستمرة بقوة منذ أكثر من أربع سنوات..