هل أصبح التدخل البري باليمن ضرورة؟
20 رجب 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

منذ انتهاء عملية عاصفة الحزم التي شنتها السعودية بمشاركة عدد من الدول العربية ضد المتمردين الحوثيين باليمن من أجل وقف تمددهم وسيطرتهم على السلطة في البلاد وتبعتها عملية إعادة الأمل والتي شملت في أهدافها مساعدة الشعب اليمني الذي تضرر جراء المعارك, والكلام لم ينقطع في المحافل الدولية والمحلية عن التدخل البري وأهميته بمكان ما وخطورته بمكان آخر..

 

إلا أن التطورات الأخيرة اللتي شهدتها الأوضاع في اليمن والتي تضمنت تجاوز الحوثيين للحدود وقصف مناطق المدنيين داخل الأراضي السعودية ومقتل 3 مدنيين وتضرر بعض المباني واستمرار معارك الكر والفر في عدة مناطق باليمن وعلى رأسها مدينة عدن وتعز ووجود خيانات مستمرة من القادة العسكريين الذين سلموا  أسلحتهم ومناطقهم للحوثيين واستهداف الحوثيين المتزايد للمدنيين وهو ما أثبتته بالأدلة منظمات دولية وتسميم مياه الشرب في بعض نواحي محافظة عدن مع تدهور الأوضاع الإنسانية في أغلب مناطق البلاد ورسالات الاستغاثة التي بعثها قادة يمنيون للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز..كل هذه الأمور وغيرها أصبحت تلقي ظلالا قاتمة على المشهد الحالي قي اليمن وتصاعدت المطالبات بضرورة تسديد ضربة أرضية للمليشيات الحوثية من أجل إجبارها على التراجع والموافقة على الحل السلمي...

 

لقد انتشرت العديد من التحليلات العسكرية التي تتحدث عن أهمية التدخل البري في اليمن من أجل حماية المدنيين من مجازر الحوثيين المستمرة ومنع تدهور الوضع الإنساني والذي أصبح في غاية الحرج..من هذه الإرهاصات ما نشرته بعض الصحف عن مصادر، ان التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، أقر فعليا خطة للتدخل البرى، لمنع سقوط مدينتى عدن وتعز بيد الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وتأمين المنطقة المحيطة بمضيق باب المندب, وأوضحت المصادر أن التحالف سيدفع ببضعة آلاف من الجنود المدربين تدريبا عاليا للدخول عبر البحر بإسناد من البحرية السعودية والمصرية، إلى ساحل مدينة عدن وساحل ميناء "المخا" في محافظة تعز المطلة على باب المندب، لتأمين المنطقة، وتأمين مدينة عدن لتصبح مقرا لإدارة الدولة، لحين إنهاء تمرد الحوثيين وصالح على الشرعية الدستورية في البلاد، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادى..

 

وأضافت المصادر, أن الرسالة التي بعثها وزير الخارجية اليمنى، رياض ياسين، إلى مجلس الأمن الدولي، طالبا تدخلا بريا سريعا، ستشكل الغطاء القانوني لهذا للتدخل، إذ إن التحالف لا يراهن على موافقة المجلس على هذا الطلب بسبب الموقف الروسي، لكنه سيمثل الشرعية التي سيتم الاستناد عليها في العملية البرية....

 

وتابعت المصادر ذاتها أن "الخطوة محدودة لأنها ستعمل على إيجاد موقع أمن لعمل الحكومة والاستمرار في تدريب وتأهيل أفراد المقاومة، وعناصر الجيش، وتشكيل قوات مسلحة، تدين بالولاء للشرعية بالتوازي مع استمرار المحادثات عبر الوسطاء إلى حين الاتفاق على حل سياسي يضمن تنفيذ الحوثيين قرارات مجلس الأمن والعودة إلى ما قبل احتلالهم العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي..

 

لقد سبق وتحدثنا عن مخاطر التدخل البري ولكن مع استمرار الأوضاع على هذا النحو وعدم قدرة المقاومة الشعبية على الحسم طوال هذه المدة فيبدو أن تدخلا محدودا أصبح من الاهمية بمكان إن لم يكن لأهداف سياسية فلأهداف إنسانية بعد توثيق الجرائم التي يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين, مع التأكيد على محدودية التدخل ودراسة أبعاده وأهدافه جيدا..