أنت هنا

8 جمادى الثانية 1436
المسلم ــ الهيئة نت

أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق؛ أن الأمة ينعقد بناصيتها الخير حين تجتمع صادقة على كلمة واحدة، وأن العالم العربي ـ على امتداد جغرافيته ـ وطن واحد، معلنة عن وقوفها مع أي جهد عربي محض لنجدة أي شعب عربي، يُستهدف في أمنه وهويته وثقافته، ووحدة أراضيه.

 

 وقالت الأمانة العامة في بيان أصدرته مساء أمس الجمعة؛ إن المشهد اليمني تعقّد وفشلت كل المحاولات العربية والدولية لاحتواء أزمته؛ جرّاء التمدد الذي حصل للحوثيين على البلاد والذي تجاوز فيه أصحابه لغة الحوار إلى لغة السلاح، ففضلاً عن التنسيق العالي بينهم وبين إيران التي تسعى لبسط نفوذها على المنطقة العربية، والهيمنة على مفاصل القوة والسياسة والاقتصاد والثقافة فيها، وتتخذ من الحركات الموالية لها سلما للوصول إلى أهدافها.

 

وأوضحت الهيئة في بيانها أن ذلك كله أعطى رسالة مفادها أن الأزمة تخطت مرحلة الحلول اليمنية، ولفتت الانتباه إلى أن سقوط اليمن بيد حلفاء إيران يعني بالمحصلة تهديدًا حقيقيًا للأمن العربي، الذي بدأت معالمه تظهر باحتلال العراق في 2003م، ومن ثم التداعيات التي تلت ذلك التاريخ على أرضه، وفي المنطقة العربية برمتها.

 

وإزاء ذلك؛ أكّدت الهيئة أن الموقف الراهن يتطلب حسمًا قبل أن تستفحل الأمور وتصل إلى مرحلة يصعب احتواؤها، الأمر الذي دعا إلى قيام تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية، ومن ثم التدخل العسكري في اليمن في خطوة فهم العالم منها أن السيل بلغ الزبى، وأن الصبر ما عاد مجديا في المشهد اليمني.

 

وفي هذا السياق؛ أعلنت هيئة علماء المسلمين؛ وقوفها مع الجهود العربية المحضة، لغرض مساعدة أي شعب عربي، يُستهدف في أمنه وهويته وثقافته، ووحدة أراضيه، معربة عن أملها في أن يتجاوز اليمن هذه المحنة، وأن يعيش أبناؤه جميعًا في ظل وطن واحد، على أسس عادلة، ومن دون أي تمييز قائم على معايير تحكمية من شأنها تمزيق المجتمع وفك عراه على اختلاف أطيافه.

 

وفي ختام بيانها؛ دعت الهيئة إلى أن يكون الاهتمام باليمن الشقيق على هذا المنوال من الإرادة والاستقلال مفتاحًا للاهتمام بالقضايا المصيرية الأخرى، مثل قضية العراق وسوريا وفلسطين ولبنان، مذكرة أن هذه الأمة ينعقد بناصيتها الخير حين تجتمع صادقة على كلمة واحدة، وأن العالم العربي على امتداد جغرافيته وطن واحد دينا وثقافة ومصيرًا.

 

وفيما يأتي نص البيان:

بيان رقم (1066)
المتعلق بالمشهد العربي في اليمن

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فإن التمدد الذي حصل للحوثيين على بلاد اليمن، والذي تجاوز فيه أصحابه لغة الحوار إلى لغة السلاح، والتنسيق العالي بينهم وبين إيران التي تسعى لبسط نفوذها على المنطقة العربية، والهيمنة على مفاصل القوة والسياسة والاقتصاد والثقافة فيها، وتتخذ من الحركات الموالية لها سلما للوصول إلى أهدافها، وفشل كل المحاولات العربية والدولية لاحتواء الأزمة، كل ذلك عقد المشهد اليمني، وأعطى رسالة مفادها أن الأزمة تخطت مرحلة الحلول اليمنية، وأن الموقف الراهن يتطلب حسما قبل أن تستفحل الأمور وتصل إلى مرحلة يصعب احتواؤها، الأمر الذي دعا إلى قيام تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية، ومن ثم التدخل العسكري في اليمن في خطوة فهم العالم منها أن السيل بلغ الزبى، وأن الصبر ما عاد مجديا في المشهد اليمني، ولاسيما أن سقوط اليمن بيد حلفاء إيران يعني بالمحصلة تهديدا حقيقيا للأمن العربي، الذي بدأت معالمه تظهر باحتلال العراق في 2003م، ومن ثم التداعيات التي تلت ذلك التاريخ على أرضه، وفي المنطقة العربية برمتها.

 

    وفي الوقت الذي تقف فيه الهيئة مع أي جهد عربي محض لنجدة أي شعب عربي، يُستهدف في أمنه وهويته وثقافته، ووحدة أراضيه، فإننا نرجو أن يتجاوز اليمن هذه المحنة، ويعيش أبناؤه جميعا في ظل وطن واحد، على أسس عادلة، ومن دون أي تمييز قائم على معايير تحكمية من شأنها تمزيق المجتمع وفك عراه على اختلاف أطيافه، كما أننا نامل أن يكون الاهتمام باليمن الشقيق على هذا المنوال من الإرادة والاستقلال مفتاحا للاهتمام بالقضايا المصيرية الأخرى، مثل قضية العراق وسوريا وفلسطين ولبنان، فهذه الأمة ينعقد بناصيتها الخير حين تجتمع صادقة على كلمة واحدة، ولأن عالمنا العربي على امتداد جغرافيته وطن واحد دينا وثقافة ومصيرا.

 

الأمانة العامة
7 جمادى الآخرة/ 1436هـ
27/3/2015م